لماذا نحب الغيبة؟
نقاوم ونجاهد
ونعاهد أنفسنا كل مرة على عدم الخوض
في الحديث عن الآخرين
ونعود ثانية..ثم نعاهد من جديد
ثم نعود
وهكذا..
ولو تأملنا قليلاً لرأينا أن السبب
في نكوصنا كل مرة يعود
إلى أن الغيبة هو أمر محبب لنا جميعاَ
وهو ما يجعل حديثنا يحتوي على 60% من هذا النوع من الحديث
دعونا نطرح هذا السؤال
لنجيب عنه
"لماذا نحب الغيبة؟"
لماذا نجد صعوبةً في الابتعاد عنه والتخلص منه؟!
الحقيقة أصدقائي
إن الأسباب عميقة جداً وتتعلق بالنفس البشرية وما فيها من صفات
وأولها
الكبرياء ورغبة الشخص بإثبات نفسه أنه الأفضل على الإطلاق
لذلك عندما يغتاب شخصاً آخر فهذا يعزّز أنه أفضل من الآخرين.
ثانياً
نقد الآخرين يجعل الشخص يشعر بالرضا عن ذاته
وأنه في منطقة آمنة من الفهم والدراية
ثالثاً
إثارة الفضول وذلك لأن الناس يحبون معرفة أخبار الآخرين
رابعاً
الافتخار في معرفة الأسرار
فهناك بعض الأشخاص يشعرون بالافتخار إزاء معرفتهم أسرار الآخرين
ويقومون بالغيبة ليظهروا للآخرين كم المعلومات التي يعرفونها وأنهم يعرفون كل شيء.
خامساً
رغبة الشخص بلفت أنظار الناس إليه
وخاصة ممن يشعر بالنقص حيث يلجأ لأفعال كثيرة كرد فعل لهذا الشعور
بأنه عندما يتكلم بأسرار يعرفها عن أي شخص يعرفه،
فهو يضمن بهذه الطريقة سماع الآخرين له
واحترامهم لكلامه وللمعلومات التي أحضرها.
ولذلك يلجأ للغيبة كنوع من أنواع لفت نظر الآخرين.
سادساً
الغيرة وخاصة من الأشخاص الذين يكونون محط الأنظار
فهؤلاء الأشخاص يكونون دوماً موضع حديث الغيبة.
ثامناً وأخيراً الفراغ ثم الفراغ
الشخص المغتاب غالباً لا يجد ما يشغله عن الاهتمام بشؤون الآخرين،
فيقرر أن يراقب من حوله، ويبدأ في متابعة حياتهم،
والتركيز على أخر مستجداتهم.
ويبدأ في مناقشة ما يعرفه عن الناس مع أشخاص آخرين.
بعد الاطلاع على هذه الأسباب
نجد الحكمة من أمر الله عز وجل
"ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"
كلما اقتربتم من الغيبة
تذكروا طعم اللحم الفاسد
فهي بحق لا تختلف كثيراً
عن هذا الطعم
أبعدنا الله وإياكم أصدقائي عن مجالس السوء بجميع أشكالها