( *خنساء حائل* ! ) •
نموذج من الصابرات :thumbsup_tone2:
رأى أحد أهل العلم بالقصيم *
أن امرأةً ممسكةً بمصراعيِّ باب أخضرٍ من أبواب الجنّة يقال له : باب الصّبر ،
اسمها مشعة مطر العباس* !!
فجاء لمنطقة حائل يسأل عنها حتى دُلَّ على ولدها فأخبره بما رأى !
. إنها جدّة أولادي - رحمها الله - فاسمعوا بعض ماجرى لها من المصائب :
١- ماتت ابنتها نورة وعمرها سنة بحمى فماتت من ليلتها !
٢- ماتت ابنتها جوزاء وعمرها سنة في حمى ماتت من ليلتها !
٣- مات ابنها عبدالمحسن في اليوم الذي نال شهادة الأول ابتدائي بعدما سلّم أمَّه الشهادة وذهب للنخل فوجودوه ميّتاً !
٤- مات ابنها معاشي ٢٤ سنة بحادث بعدما تزوج بستة أشهر !
٥- قتل ابنها سلمان ١٩ سنة في حرب الخليج ونسأل الله أن يكون شهيداً
٦- أصيب ابنها بندر بمرضٍ نفسي أفقده عقله عدّة أيام وعمره ٢٢ سنة فخنق نفسه ومات - وهي التي فكّت الحبل من عنقه !
- ٧- مات ابنها محمد بحادث سيارة وعمره ٢٥ سنة بعد رجوعه من الحج - وهي مع ذلك كله صابرةٌ محتسبةٌ حامدةٌ ذاكرةٌ شاكرةٌ - . *فسبحان من أسكن الصبرَ صدرها* ! .
وليس صفة الصبر صفتها فقط ،
بل أقول :
إنها حوت عامّة صفة المرأة المؤمنة - *
حتى أنها من شدة حيائها تستحي أن تكشف لي وجهها وأنا من محارمها ،
وقد تكشف بعضه وهي ملتفتة* - . بل إن أمَّها يضرب بها المثل بالتّديّن والصلاح ،
*وقد تجاوزت أمّها المائة ومصحفها لايفارقها ،
ولايمكن أن يغتاب عنها ،
ولما مرضت أمّها أغمي عليها في مستشفى حائل القديم ،
وطلبوا مني رقيتها فأتيت وقد انتهت الزيارة وأغلقت الغرفة ، فنظرت لها من خلف الزجاج مغمى عليها والأجهزة عليها ،
فلمّا أذّن العصر جلست على سريرها فصلّت العصر ،
ثم رجعت لغيبوبتها !
فانبهر الأطباء والممرضات لماجرى* ! .
وقد نظمت هذه القصيدة بأم سعود قبل وفاتها بأيام ،
وقد أصيبت بكسرٍ في الرّجل والحوض ، *
ومن الغريب أنها لمّا أغمي عليها في منزلي ووضع الطبيب يده والجهاز على صدرها لمعرفة نبضات القلب دفعت يده عن صدرها وهي مغمىً عليها* ! - فسبحان الله ! .
فقلت :
١- ياسعود بشر ميمتك بالجناني . الصابره على القضا والتدابير
٢- ماتوا عيالَه واحدٍ عقب ثاني . سبعة ودمع العين مثل الصنابير
٣- والقلب من فرقى ظناها يعاني . لكنْ مع البلوى رِضي بالتدابير
٤- واليوم للتسعين عمرَهْ يداني . الرِّجل مكسوره وحوضَه تجابير
٥- تذكر وتشكر من بيده الحناني . وشدة ألمها مثل نشر المناشير
٦- *مشعة مطر وحيدةٍ بالزماني . شبيهة الخنساء كما بالأساطير*
٧- يشهد لها بالطِّيب قاصي وداني . ماردت العاني بكثر المعاذير
٨- تِضرب بها الأمثال للِّي يعاني . بلوى الزمان وشيل هَمّ المكادير
٩- يالله تصبرها على ماتعاني . وتشافيَه يامشفي أيوب من ضير
١٠- وتجعل مساكنها بعال الجناني . في جنة الفردوس مسكن هَلَ الخير .
*فرحمها الله وقد توفيت قبل فترة ، ولكن ذكرتها للعبرة* .
وصلى الله وسلّم على خير الصابرين والشاكرين .
[ *بقلم / عيسى المُبلّع . الإثنين ١٧ / ٤ / ١٤٤٣هـ . حائل *]