قالت: ما رأيكم في التوكيدات الإيجابية ؟
هل هناك توكيدات نأخذ بها أم أنها مرفوضة جملة وتفصيلًا؟
سألتها : ماالتوكيدات الإيجابية ؟
قالت : أن أكرر ما أريده في نفسي أو في الحياة والكون حولي بعبارات جازمة :
أنا جميلة ، أنا سعيدة ، أنا متميزة ..
أو : اليوم جميل ، الدوام مريح ، الاختبار سهل .. ونحو هذا ..
قلت :
هذه التوكيدات في كل الأحوال هي استبدال للمنهج الصحيح في تزكية النفس وطلب المراد..
وإذا كانت بهدف (الجذب ) وبظن أن الكون يحقق ما أردده مؤكدا ويستجيب لي فهذا غاية في الضلال وهو قول القدرية بأن الإنسان يخلق قدره .
وإن كانت من أجل التحفيز وتنشيط النفس فلدينا في أعمال اليوم والليلة والأدعية المأثورة والآداب النبوية أعمالا وأقوالا كفيلة بتحويل سلبك إيجابا ، وتجعل إيجابك وثّابا .
ولدينا بما ثبت بالعقل من التخطيط وترتيب الأولويات والأخذ بأسباب النشاط والهمة وصفات كثيرة .
فالعدول عن ما ثبت بالنقل وما ثبت بالعقل إلى توكيدات تتمحور حول الذات أو الكون أمر مستبشع لمن يعقل ، وطريق إلى مذاهب تأليه النفس الباطنية .
التوكيدات الإيجابية فكرة باطنية خبيثة الحقيقة جميلة الظاهر لتحل مع الأيام محل الدعاء الذي هو العبادة !
الحركة العالمية الباطنية اليوم لا تهتم بما يوجد أو يتبقى في أذهان الناس من معتقداتهم وإنما تهتم فقط بما يضاف إلى عقولهم وسلوكهم إيمانا بأن الزمن وقوة الإيحاء بفاعلية الوصفات الجديدة كفيلان بإزاحة القديم وتثبيت الجديد دون مقاومة ..
إنه منهج الباطنية منهج المزاحمة لا المواجهة .
وقد أتانا نبينا بالبيضاء ليلها كنهارها فلنأخذ ديننا بقوة ولنفرح بفضل الله ورحمته .
____________
الد. فوز عبد اللطيف كردي .
دكتوراة في الأديان والمذاهب المعاصرة .
والباحثة المختصة في الفكر الباطني وتطبيقاته المعاصرة .