من أطياف السلوكيات النفسية المضطربة

من أطياف السلوكيات النفسية المضطربة

د. محمد عبد الكريم الشوبكي
استشاري أمراض عصبية ونفسية
القلق النفسي المكبوت في العقل الباطن (عالم اللاوعي) يختلف عن القلق الظاهر حيث يتصف الأخير بالتعبير اللغوي عن المعاناة أو الظهور كحالات من الأمراض النفسية ، كالقلق الاكتئابي، والمخاوف ، أو الرهاب والفزع .... الخ أما الأول فيظهر من خلال سلوكيات لا إرادية تؤثر على الشخص والآخرين ومن هذه سلوكيات العنف بأشكاله المتنوعة فوراء كل قلق( عنف كامن) (Hidden aggression) يصرفه العقل الباطن خارجيا من خلال سلوكيات الاعتداء على الآخرين لفظيا أو جسديا أو من خلال تخريب الممتلكات العامة أو الخاصة.
ويتخذ التوتر المكبوت ألوانا في التعبير حسب شخصية الفرد وسمات المجتمع، فقد يظهر من خلال الإسراف في استخدام وسائل التكنولوجيا خاصة في مجتمعات العالم الثالث، كالإسراف في استخدام الهاتف ( خاصة الجوال)، أو الانترنت، أو الألعاب الالكترونية، أو مكبرات الصوت للاغاني في المركبات أو المنازل أو الزوامير لأتفه الأسباب . وقـد يكـون لفظيـا بــأسلـوب محـادثـة الآخريـن بأسلوب فظ حاد، ومنفر، (غير مبرر) ، وكذلك الحال في (الخطابة) سواء كانت في أماكن العبادة أو المحاضرات و الندوات فسمة المحادثة تأخذ الطابع العنفواني رغم انه وفي اغلب الأحيان محتوى الموضوع يتطلب الحديث الهادئ .
وفي حال الاحتقان والتوتر النفسي المزمن، يتولد لدى الأشخاص الذيـن يعانـون من « عقدة النقص وسائل الدفاعات النفسية الأولية « لتحقيق الذات من خلال الموجودات والمظاهر فالفرد في مجتمعاتنا يجد نفسه من خلال ما يمتلك كنوع سيارته التي يمتلكها ، ومنزله ، ومن خلال طقوس الاحتفالات المبالغ فيها التي يمارسها، ورصيده المالي، والدعوات للموائد ... الخ .انه يريد تحقيق ذاته وشخصيته من خلال الممتلكات وما يتبعها من سلوكيات لا من خلال أفكاره، وانجازاته العملية والعلمية والاجتماعية والأخلاقية، انه تحقيق الوجود من خلال الموجودات ولذلك نجده في حالة قلق مزمن لان شخصيتة مرتهنه بالممتلكات فهي قابلة للنقصان أو الزوال، فالعلاقة بينهما علاقة معادلة قابلة للاعتلال في أي وقت تزهو في حال زيادة الموجودات وتضعف في حال النقصان، وتنهار في حال الاندثار إنها .... هشاشة الشخصية .
وتظهر السلوكيات التوترية ( من خلال آلية الإسقاط النفسي) ( projection) في حال الاعتداء على الممتلكات العامة، أو الاعتداء على الرموز الرسمية للسلطة مثل رجال الأمن، أو الموظفين ، أو الأطباء في المستشفيات.
ويتخذ السلوك التوتري أحيانا منحنى سلبي كالعزلة الاجتماعية أو التهرب من المسؤولية سواء كانت عائلية أو عملية آو أكاديمية ومن ذلك المماطلة في الأداء ، والتكاسل ، وتدني الإتقان، والتقاعص، والتبرير، وإدارة الظهر في ظل غياب المسؤول أو القانون، والتمارض، والإسراف في اخذ الإجازات وإطلاق الشائعات على رموز السلطة آو المسؤولين، للنيل من شأنهم ..... .
وقد يرتد القلق على الشخص نفسه بشكل إيذاء الذات، ومن ذلك اللجوء إلى الكحول أو المخدرات أو التدخين أو التهور في اتخاذ القرارات الحياتية أو اعتزال الآخرين، أو ترك الوظيفة والترهل أو التهور في قيادة المركبة أو الإسراف في تناول الطعام، (زيادة النشاط الفمي) ( Oral hyperactivity) وفي مراحله القصوى يصل إلى درجة إنهاء الذات بالانتحار

شكراا أختي نووور لمرورك الكريم ..

شكراا أختي غروووب لمرورك الكريم

شكرا حيااتي لمرورك الكريم