التغلب على المشكلات النفسية عند الطفل

التغلب على المشكلات النفسية عند الطفل

المشكلات النفسية ليست قصراً علىالكبار باعتبارهم من يتحملون مسؤوليات الحياة، فهنالك اطفال تعتريهم مشكلات نفسية، ولا بد من مساعدتهم على التخلص منه حتى لا تزمن وتهددهم بالانحراف، وهذه المشكلات قد تبدو بسيطة، لكنها تحمل في طياتها خطر الجنوح،ومن هذه المشكلات: الالتصاق بالأم، العدوانية، شدة الحساسية، النشاط المرضي غير المبرر، والانطواء.
وهذه المشاكل تلازم الاطفال المصابين من الرضاعة وحتى المراهقة، وينصح الدكتور هارولد هاريس مدير الطب النفسي بجامعة ديوك الاميركية بالاجراءات التالية للتعامل مع الطفل الذي يواجه مشكلات نفسية:
الالتصاق بالأم: هذه مشكلة تعتري الطفل من سن 18-24 شهراً حيث لا يتحمل الطفل الانفصال عن امه، ويسبب له الانفصال الهلع والألم ويبكي باستمرار، واذا تشبثت يده بثيابها فانه من الصعب افلات يده من ثياب امه، والنصيحة هنا: ان تتجنب الام العقاب، وعليها ان تستجيب لرغبته بالاقتراب منها، وان توفر له الأمن، وان لا تُشعره بالاهمال بل اشعاره بالسلام وانه مرغوب ومحبوب.
العدوانية: العدوانية مشكلة تبرز عند الطفل في سن ما قبل الدراسة وتحديداً ما بين سن الثالثة والسادسة، وتكون على شكل ممارسة الضرب لمن هو اصغر منه ومحاولة ايذائه بالخدش والعض، وقذفه بالحصوات، النصيحة هنا: يجب على الوالدين ان يؤكدا للطفل انهما لا ينبذانه، وانما يستنكران سلوكه قائلين له «نحن نحبك لكن لا نحب تصرفاتك، وان هذا المبدأ يجب ان لا يغيب عن ذهن الوالدين اثناء التعامل مع الطفل العدواني، وعلاجه يقتضي تشجيعه على ممارسة الالعاب الرياضية والقيام بأنشطة عملية يفرّغ فيها طاقته الزائدة، وتشغله عن التفكير والتصرف العدواني، وتحبيبه بالتصرف والسلوك التصالحي.
النشاط المرضي الزائد «التمارض»: التمارض من اكثر المشكلات شيوعاً بين اطفال سن المدرسة، وهؤلاء الاطفال لا يستطيعون التركيز، وهم دائمو الحركة ولا يستقرون على حال، مما يجعل الطفل لا يفكر بنفسه وحياته، والنصيحة هنا: تجنب العقاب، والاطراء على نشاطه الجيد وتجاهل نشاطه الرديء، وان يثاب على نشاطه الجيد، ويتحفظ على نشاطه الرديء، فلا اطراء، ولا ذم، هنا سيميل الطفل تدريجياً الى النشاط الجيد طمعاً في الثواب المادي والمعنوي.
شدة الحساسية: تكثر هذه المشكلة بين كبار الاطفال، فترى الطفل كثيراً ما يشكو من عدم حب الاطفال الآخرين له، ويشعر بأنهم يتهكمون عليه، والنصيحة هنا: ان يمنح الوالدان طفلهما مزيداً من الحب والعطف، وان يخففا عنه هذا الشعور والذي في معظمه شعور وهمي، حيث ان الحساسية النفسية المفرطة تدفع صاحبها الى اوهام ليست صحيحة، وعلى الابوين ان يفسرا لابنهما الفرق بين الوهم والحقيقة.
الشعور بالعزلة: تكثر هذه المشكلة بين المراهقين فنراهم يعزفون عن التواصل ويميلون الى العزلة والانطواء، والنصيحة هنا: ان لا يفرض الوالدان السيطرة على الطفل المنطوي بل تشجيعه على الانخراط بنشاطات الاسرة، بدون اصرار، ولكن بشكل رسائل تكون على شكل نصائح وتشجع على الاندماج بالاسرة، لأن الشعور الداخلي للطفل هنا يكون «اتركوني وحدي» ولكن على الابوين تَحيُن الفرص، بحيث يراقبان طفلهما فاذا كان مزاجه جيداً في لحظة ما، عليهما التقاط هذه اللحظة وتوظيفها في دمج الطفل في الاسرة، وان يتجنبا فرض النصيحة عليه لانه سيردها على شكل شعور غاضب.
ويخلص الدكتور هاريس الى عدم تحقير الطفل او نبذه، وتجنب العقاب واللوم الجارح، وعلى الاهل ان يدركوا بان هذا الطفل ما كان ليفعل ذلك الا بسبب اعماقه النفسية التي لن يسبر اغوارها الا التأمل والتصرف الحكيم من الوالدين، للوقوف على هذه المشاعر السلبية لدى الطفل، ولا بأس من استشارة المرشدين النفسيين، واذا استدعى الامر فلا بد من تدخل الطبيب النفسي لاجراء العلاج اللازم لمثل هؤلاء الاطفال.

شكراً أختي غروووب وأختي نووور لمروركم الكريم..

شكرا حيااتي لمرورك الكريم