يستقطب التحالف المعلن بين حزبي الليكود برئاسة رئيس وزراء إسرائيل
بنيامين نتنياهو و"إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان،
القوى السياسية في إسرائيل ويهدد بتعزيز نفوذ رجال الدين قبل انتخابات 22
كانون الثاني/يناير.
وشكل إعلان نتنياهو وليبرمان المشترك بطرح حزبيهما للائحة واحدة، المفاجأة
الأولى في الحملة الانتخابية، حيث اعتبرت الصحافة الإسرائيلية الجمعة هذه
المناورة "ضربة كبرى يوجهها اليمين"، فإقدام الليكود الذي ترجح الاستطلاعات
فوزه في الانتخابات التشريعية، على دمج لائحته بلائحة "إسرائيل بيتنا"
سيجيز تشكيل كتلة قومية واسعة النطاق تميل بقوة إلى اليمين.
وستتيح هذه المناورة لنتنياهو التحرر ولو جزئياً من انعدام الاستقرار المتكرر في الائتلافات الحكومية التي تقوم على نظام النسبية.
وقال نتنياهو مساء الخميس "في إسرائيل يحتاج رئيس الوزراء إلى قوة كبيرة
ومتماسكة لدعمه، ولتفويض واضح يجيز له معالجة المشاكل الحقيقية".
وأفاد استطلاع نقلته وسائل الإعلام وأجراه مدير حملة ليبرمان بأن اللائحة
المشتركة ستحصل على 51 مقعداً من 120 في الكنيست المقبل، لكن استطلاعات
أخرى توقعت نتيجة أقل مما يمثله حزبا الليكود و"إسرائيل بيتنا" حالياً أي
42 مقعداً (27 و15 بالتوالي).
وصرح ليبرمان للصحافة الجمعة "لسنا مشغولين بالاستطلاعات، ما يهمنا هو بناء معسكر قومي واسع النطاق".
وتابع "ينبغي أن تنتقل إسرائيل إلى نظام الأحزاب الكبيرة. لن يكون لدينا
حزبان كبيران أبداً على غرار الولايات المتحدة، لكن علينا التوصل إلى نظام
من أربعة أحزاب أو خمسة لضمان استقرار نظام الحكم".
وفي حال الفوز، سيضمن نتنياهو بقاءه رئيساً للوزراء، فيما سيحصل ليبرمان الشعبوي السلطوي على منصب رئيسي في الحكومة المقبلة.
وندد قادة الوسط واليسار بجنوح الليكود "القومي" وحتى "العنصري"، فليبرمان
المستوطن الذي تولى رئاسة مكتب نتنياهو في التسعينيات معروف بمواقفه
المتطرفة المناهضة للعرب وتصريحاته القومية المتشددة.
الجني القومي خرج من القمقم وصرح شاؤول موفاز، رئيس حزب يمين
الوسط "كاديما" للإذاعة العامة قائلاً "خرج الجني القومي من القمقم.
نتنياهو أسقط قناعه"، داعياً تيار "الوسط الإسرائيلي إلى إعادة إسرائيل إلى
قيمها".
وصرح يوسي ساريد، الكاتب في صحيفة "هآرتس" اليسارية بأن تقارب نتنياهو
وليبرمان "قد يشجع أحزاب يمين الوسط على إعلان تعاون وثيق في إطار جبهة
خلاص وطنية"، وكتب أن الجبهة "ستكون لها مهمة واحد: معارضة ليبرمان".
ورداً على أسئلة الإذاعة العامة، دعت المسؤولة العمالية شيلي ياشيموفيتش
إلى إنشاء "كتلة يسار وسط مؤلفة من أحزاب وسطية وأعضاء معتدلين في
الليكود".
وتناقلت وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة أخباراً عن ميل سياسيين على
غرار رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي
ليفني إلى تشكيل كتلة وسطية لمواجهة نتنياهو.
ويهدد تحالف الليكود-إسرائيل بيتنا الأحزاب الدينية التي قد تخسر دورها المحوري وربما تستبعد من الائتلاف الحكومي المقبل.
ويشير المعلقون إلى أن التحالف مع ليبرمان يعني تبني نتنياهو ولو جزئياً
برنامج إسرائيل بيتنا الذي يشمل تجنيد طلاب المدارس الدينية اليهودية والحد
من سلطة الحاخامية وإنهاء نظام النسبية المطلقة.
ودعا البرلمان الإسرائيلي إلى انتخابات تشريعية مبكرة في 22 كانون الثاني/يناير 2013 قبل ثمانية أشهر على انتهاء مدة ولايته.