وفاة الموسيقار طالب القره غولي بعد
صراع مع "السكري" حسب الغناء كل العمر فأعطاه من
شبابه وثقافته وألحانه حتى اقترنت الستينيات به "حاسبينك أنت كل العمر".. هكذا حسب طالب القره غولي الغناء هو العمر كله، فأعطاه
من شبابه وثقافته وألحانه ما شكل علامة فارقة في اللحنية العراقية حتى بات ذكر
الغناء العراقي في مرحلة ما بعد الستينيات مقترناً باسمه.
تذكر بطاقته الشخصية أنه من مواليد مدينة الناصرية 1937، المدينة الغافية على شط
الفرات، والتي قدمت أجمل أصوات الطرب العراقي الأصيل كـ(داخل حسن وحضيري أبو عزيز
وآخرين). في حين تفيد بطاقته الوظيفية أنه كان (معلماً) في مديرية النشاط الفني،
حيث شكل فرقة غنائية سيصبح أعضاؤها فيما بعد من كبار المطربين، مثل حسين نعمة وكمال
السيد وستار جبار وحسين الشكرجي.
وكأنها عودة إلى الجذور، عودة لمدينة الولادة الأولى حيث توفي أمس الخميس 16
مايو/أيار في المستشفى التعليمي في الناصرية بعد معاناة طويلة مع مرض السكري.
مشاريع مؤجلة وأمنياتتعقيباً على وفاته، يقول حامد الراوي، المستشار الثقافي لوزارة الثقافة العراقية
لـ"العربية.نت": كنا قد اتفقنا مع الفنان الراحل على مشاريع فنية عدة، لا سيما أن
المرض شكل له حافزاً للتحدي والعطاء. ويضيف: "بقينا على تواصل معه حتى اللحظات
الأخيرة، وكنا نود تشييعه تشييعاً مهيباً في بغداد، إلا أننا رضخنا لرغبة عائلته في
تشييعه من الناصرية إلى مثواه في النجف".
أما بعد رحيله فيؤكد الراوي أن مهمة الوزارة ستكون الوفاء لتراثه الفني الكبير
والحفاظ عليه باعتباره إرثاً غالياً للموسيقى والغناء العراقي.
صديق عمره وزميله
في اللحن الفنان محسن فرحان، صرح لـ"العربية.نت" والدموع في عينيه، أنه من الصعب أن
يعوّض فنان مثل طالب القره غولي. وأضاف قائلاً إن الفقيد شكل مدرسة لحنية وحده،
بحيث يمكن أن نقول عن الغناء العراقي (قبل - وبعد) طالب القره غولي. كما استطاع أن
يلقي بظلاله على كل الملحنين الذين جاؤوا بعده، وسيمتد تأثيره إلى المستقبل، مؤكداً
أن أغنياته ستبقى خالدة، سواء تلك التي لحنها للمطربين العراقيين أو التي غناها له
المطربون العرب، كوديع الصافي ووردة الجزائرية وآخرين.
أول من لحن القصيدةيعتبر الفنان الراحل أول مطرب وملحن يتعامل مع القصائد الطويلة، التي كتبت
أساساً كقصائد وليس أغنيات. وهكذا ضمت ألبوماته العديدة قصائد لمظفر النواب وزامل
سعيد فتاح وكاظم الرويعي وشعراء كبار آخرين. أما أهم أغنياته، التي يصفها الكثير من
النقاد بالخالدة فهي (كذاب، وتكبر فرحتي وأتنه أتنه، وروحي، والبنفسج، وهاذه آنه
وهذاك أنت، وراجعين، وعزاز، وتايبين، وآنه من حبيت، وحنيت الك بالحلم، وحن وانا
أحن).
هكذا مع ترجل صاحب"روحي"، يكون الستار قد أسدل على حياة ملحن وضع بصماته الواضحة
على الذائقة الفنية وعلى التاريخ الغنائي العراقي.