باريس.. قصر الإليزيه يحتضن قمة إفريقية للأمن والسلام
ﺑﺤﻀﻮر 27 رﺋﯿﺲ دوﻟﺔ.. وغياب ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ رؤﺳﺎء اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ الإﻓﺮﯾﻘﯿﺔ
تستضيف العاصمة الفرنسية باريس على مدى يومين، اليوم الجمعة وغداً السبت، قمة الإليزيه "ﻟﻠﺴﻼم واﻷﻣﻦ في إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ" ﺑﺤﻀﻮر 27 رﺋﯿﺲ دوﻟﺔ، و12 رﺋﯿﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ، و14 وزﯾﺮ ﺧﺎرﺟﯿﺔ، ﻓﯿﻤﺎ ﯾﻐﯿﺐ ﻋﻨﮭﺎ ﻏﺎﻟﺒﯿﺔ رؤﺳﺎء اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ الإﻓﺮﯾﻘﯿﺔ، ومنهم ملك المغرب والرئيس المصري والرئيس الجزائري، كما لم توجه القمة الفرنسية الإفريقية الدعوة للرئيس السوداني عمر حسن البشير ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻼﺣﻘﺘﮫ أﻣﺎم اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﯿﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ.
أما اﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﺼﺮي اﻟﻤﺆﻗﺖ ﻋﺪﻟﻲ ﻣﻨﺼﻮر فلن ﯾﻜﻮن ﻣﻮﺟﻮداً ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻌﻠﯿﻖ ﻋﻀﻮﯾﺔ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ اﻻﺗﺤﺎد الإﻓﺮﯾﻘﻲ.
أهمية هذه القمة الإفريقية - التي دُعي إليها أﻣﯿﻦ ﻋﺎم اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺑﺎن ﻛﻲ ﻣﻮن، ورﺋﯿﺴﺎ اﻟﻤﺠﻠﺲ واﻟﻤﻔﻮﺿﯿﺔ اﻷوروﺑﯿﯿﻦ، ھﯿﺮﻣﺎن ﻓﺎن روﻣﺒﻮي وﺟﻮزﯾﮫ ﻣﺎﻧﻮﯾﻞ ﺑﺎروﺳﻮ، وﻣﻤﺜﻠﻮن ﻋﻦ اﻻﺗﺤﺎد الإﻓﺮﯾﻘﻲ وﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺒﻨﻚ اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﺒﻨﻚ الإﻓﺮﯾﻘﻲ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ - أنها ستناقش رؤية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند التي أعلنها في دكار في أكتوبر عام 2012، ومفادها أن مستقبل إفريقيا وأمنها سيدار من قبل الأفارقة أنفسهم، وستعمل فرنسا على تدريب القوات الإفريقية لإدارة أزماتها في المستقبل.
وستناقش القمة مواضيع مهمة منها القوة الإفريقية الاحتياطية التي ستكون جاهزة في عام 2015، والشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب والقاعدة والحرب على القرصنة البحرية، كما ستناقش في الجلسة الختامية يوم غد السبت التغيرات المناخية.
وتأتي هذه القمة متزامنة مع إعطاء الأمم المتحدة الضوء الأخضر لتدخل القوات الفرنسية في إفريقيا الوسطى التي بدأت بالفعل يوم أمس بالقيام بعمليتها العسكرية الواسعة لفرض الأمن في العاصمة بانغي، والتي ﻛﺎﻧﺖ ھﺎدﺋﺔ ﻧﺴﺒﺔ إﻟﻰ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت اﻟﺘﻲ دارت قبل يومين ﺑﯿﻦ اﻟﻤﺘﻤﺮدﯾﻦ اﻹﺳﻼﻣﯿﯿﻦ اﻟﺴﺎﺑﻘﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺪﯾﺮون ﺷﺆون اﻟﺒﻼد ﺣﺎﻟﯿﺎً وﺑﯿﻦ ﻣﯿﻠﯿﺸﯿﺎ ﻣﺴﯿﺤﯿﺔ وﻣﻘﺎﺗﻠﯿﻦ ﻣﻮاﻟﯿﻦ ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ اﻟﻤﺨﻠﻮع ﻓﺮاﻧﺴﻮا ﺑﻮزﯾﺰي.
وﺻرّح وزﯾﺮ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﯾﻒ ﻟﻮدرﯾﺎن ببدء اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ ﻓﻲ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻣﻊ ﺗﺴﯿﯿﺮ دورﯾﺎت ﻟﻠﺠﯿﺶاﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎﻧﻐﻲ، ﻋﻠﻤﺎً بأن ﻋﺪﺪ اﻟﻘﻮات اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة ﺑﻀﻮء أﺧﻀﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة ﺳﯿﺼﻞ ﻻﺣﻘﺎً إﻟﻰ 1200.
وﺗﻘﻀﻲ ﻣﮭﻤﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﯾﯿﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﯿﻦ، اﻟﺬﯾﻦ ﯾﺪﺧﻠﻮن ﻟﺪﻋﻢ اﻟﻘﻮة اإﻓﺮﯾﻘﯿﺔ اﻟﻤﻨﺘﺸﺮة أﺻﻼً ﻓﻲ إﻓﺮﯾﻘﯿﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ، ﺑﻀﻤﺎن "اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻣﻦ اﻷﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﯾﺴﻤﺢ اﻟﺒﺪء ﺑﺘﺪﺧﻞ إﻧﺴﺎﻧﻲ وھﻮ ﻣﺎ ﻻﯾﺤﺼﻞ اﻟﯿﻮم"، وذﻟﻚ ﻣﺮوراً "ﺑﻔﺮض اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع وﺗﺄﻣﯿﻦ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺘﻨﻘﻞ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﻟﻠﺴﻤﺎح ﻟﻠﻨﺎس ﺑﺎﻟﺘﻮﺟﮫ ﺣﺘﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ"، ﺑﺤﺴﺐ وزير الدفاع الفرنسي ﻟﻮدرﯾﺎن.
وﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﻣﻮازٍ، ﯾﺘﻌﯿﻦ أن ﺗﻜﻮن اﻟﻘﻮات الإﻓﺮﯾﻘﯿﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ ﯾﺆھﻠﮭﺎ ﻹﺣﻼل اﻷﻣﻦ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ.