تعود النشأة العلمية ل(الإنترنت) إلى مساهمات باحثين متعددين يعملون في مؤسسات ومراكز بحثية مثل مؤسسة (راند) الأمريكية، ووكالة مشاريع البحوث المتقدمة التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (إربا) وغيرها، فقد طور هؤلاء عام 1969 منهجا علميا يعتمد على التواصل عبر البريد الإلكتروني e-mail لتحديث معلوماتهم حول تطوير الشبكة، والبريد الالكتروني عبارة عن نظام للتراسل البريدي بين مجموعة من الباحثين الذين عملوا على تطوير الشبكة (إربا)، حيث يتبادلون التعليمات ويطرحون ما توصلوا إليه ويطلبون تعليقات علمية، كما أن طلابا وأساتذة جامعات استخدموا شبكات صغيرة مثل شبكة آلوها (ALOHA NET) التي أنشأها طلاب جامعة هاواي في الولايات المتحدة عام 1970.وتحدد مصادر المعلومات في (الإنترنت) في شبكة الويب التي يطلق عليها الشبكة العنكبوتية الدولية أو WWW، التي تضم مواقع web sites التي يتم الوصول إليها عبر عنوان الموقع، و بروتوكول نقل الملفات وهي طريقة سريعة لنقل الملفات الموجودة في أجهزة الكمبيوتر المتصلة ب(الإنترنت)،، ونظم الحوار عبر الشبكة chatting،، وتطبيقات الجوفر، وتطبيقات التلينت. إلى جانب (الإنترنت) هناك شبكات المعرفة المتخصصة التي تعمل على توصيل الجامعات ومراكز الأبحاث ومؤسسات المعلومات الصرفة، وهي شريان التعليم والبحث والرابط الرئيسي للمؤسسات التعليمية، والتعليم عن بعد distance-learning.
وقد نادت الرياض في محافلها الدولية بهذا الجانب (البحث العلمي) القمة الخليجية وقمة الرياض العربية، وبما أن هناك علاقة تاريخية بين البحث العلمي والانترنت، وبالعودة تاريخياً إلى هذه العلاقة سنرى أن طلاب الجامعات أكثر التصاقا ب(الإنترنت)، حيث يفضلون البحث عبر الموقع الإلكتروني للجامعة بدلا من الذهاب إلى المكتبة والبحث عن كتاب في الفهرس ثم استعارته. وبالتالي كان تحويل بعض الجامعات لمكتباتها إلى مكتبات رقمية أو اليكترونية التي تعتبر تطوراً مهولا في عالم البحث العلمي الآلي بدلا من البيلوجراف وتخزين المعلومات واسترجاعها واستخدامها،. ومع كل هذا التطور لم نر أن هناك بحوثا علمية في جامعاتنا التي ساهمت وبشكل فعال في بناء الأجيال ربما قد سقط سهوا.
في ظل هذا التوجه (البحث العلمي) نحن أحوج ما نكون إلى تفعيل دور مراكز البحوث والدراسات العلمية وفق القواعد المتعارف عليها لأن البحوث العلمية إنجاز حضاري يعكس توجه الأمم والشعوب في حفظ تراثها ومنجزاتها المعرفية والحضارية. كما أنها تحفظ الفكر الاجتماعي والعلمي لأي مجتمع، وهي مرآة الواقع النهضوي، فالنهضة ليست فقط بالأرقام والمؤشرات الاقتصادية لكن من الأفضل أن تصاحب النهضة الاقتصادية نهضة علمية عصرية تتناغم مع ثقافتنا الدينية والاجتماعية ومناخنا الديموغرافي.
م/ن