مرضى الدَّاء السُّكري والصَّوم
مرضى السُّكري تختلف حالتهم من مريضٍ لآخرٍ ويتوقف ذلك على عواملَ كثيرةٍ ولكن من له أن يصوم ومن له أن يفطر؟
- الَّذين يعالجون بالغذاء فقط يستطيعون دون مشقةٍ أن يصوموا.
- الَّذين يعالجون بالغذاء والحبوب لهم أن يصوموا دون تحمل المشقة أو الخوف من مخاطر هبوط السُّكر في الدَّم.
- الَّذين يعالجون بحقن الأنسولين غالبًا ما يكون الإفطار حسنًا، وقلَّة من هؤلاء يستطيعون أن يصوموا بعد أخذ رأي الطَّبيب حتَّى لا تسوء حالتهم الصِّحِّيَّة.
لكلِّ مريضٍ حالته والَّذي ينفع مريضًا قد لا ينفع الآخر.
من يجب عليه أن يفطر من مرضى السُّكري:
- مريض السُّكري ذو الحالة الغير مستقرة الَّذي يرتفع السُّكر لديه فجأةً ويهبط فجأةً.
- مرضى السُّكري الَّذي يأخذون حقنتين من الأنسولين يوميًّا.
- المريض الَّذي يُصاب بمرضٍ آخر يستدعي علاجه أن يفطر لا يجب عليه أن يصوم.
- المريض الَّذي يُصاب بمضاعفات السُّكري وأهمها إصابة الكلى.
- المرضى الَّذين يعملون عملًا شاقًّا يشقُّ عليهم الصَّوم ويتعرضون لصدمات هبوط السُّكر في الدَّم أوِ الدُّخول في غيبوبة نقص السُّكر في الدَّم.
- المرضى ناقصوا الوزن والَّذين يحتاج علاجهم بالإضافة إلى حقن الأنسولين تقنينًا خاصًّا للغذاء الَّذي يحميهم ويرد لهم صحتهم ويحسن حالة المرض عندهم.
********************
هبوط السُّكر في الدَّم
يحدث هبوط السُّكر في الدَّم عند إهمال المريض الصَّائم نفسه عند شعوره بأيِّ عارضٍ أو علامةٍ من علامات هبوط السُّكر بالدَّم وقد يصاب المريض بالتَّشنجات أو يدخل في غيبوبة هبوط السُّكر في الدم إذا استمر على الإهمال.
علامات وأعراض هبوط السُّكر في الدَّم:
- الشُّعور بالضَّعف الشَّديد والوهن والدّوخة.
- تنميل في الشَّفتين.
- الشُّعور بالجوع الشَّديد وألم في منطقة المعدة.
- شحوب اللون.
- العرق الغزير.
- رعشة باليدين والسَّاقين والجسم.
- العصبية والهياج والصُّداع والتّوتر.
- الزَّغللة بالعينين وعدم وضوح الرُّؤيا، وازدواجية الرُّؤيا (مثلًا يرى الشَّخص أمامه كأنَّه شخصان).
- يشعر المريض أحيانًا بألمٍ في الصَّدر.
- عدم القدرة على الكلام والتَّلعثم والتَّوهان.
- يمشي المريض مترنحًا كأنَّه سكران.
- زيادة ضربات القلب (الخفقان).
على المريض الإسراع فورًا بتناول قطعة من السُّكر أو عصير فواكه طازجة حتى لو كان ذلك قبل أذان المغرب بدقائق حتى لا يدخل في غيبوبة نقص السُّكر، ويكون بذلك قد أضر بنفسه وألقى بها في التُّهلكة.
**********************
مريض الكلى والصِّيام
هناك نوعٌ من المرضى المعرضين لتكوين الحصوات البوليَّة نتيجة تركيز الأملاح في البول بسبب قلَّة السَّوائل في الجسم وهؤلاء يمكن تقسيمهم إلى فئتين:
1- حالاتٌ بسيطةٌ تعاني من نسبةٍ قليلةٍ من الأملاح وليست عندها حصواتٌ بوليَّةٌ متكررةٌ كما أن نظام الحياة لا يعرضها لفقدان سوائل الجسم كما يكون في حالات العرق الغزير.. وفي مثل هذه الحالات يمكن الصِّيام مع تعاطي كمياتٍ كبيرةٍ من السَّوائل بعد الفطور.. وتجنب الأطعمة الغنيَّة بالأملاح مثل السَّبانخ والفراولة والمانجو والطَّماطم والمكسرات والكبدة والكلى.
2- الحالات الشَّديدة الَّتي تعاني من حصواتٍ بوليَّةٍ متكررةٍ أو من التهابٍ صديدي مزمنٍ بالمسالك البوليَّة أو من بدء قصور في وظائف الكلى مثل ارتفاع نسبة البولينا أو زيادة في حموضة الَّدم ومثل هذه الحالات لا يجوز لها الصِّيام خاصَّةً مع وجود جوٍّ حارٍّ مع مجهودٍ عضليٍّ مصحوب بكثرة إفراز العرق وما يتبعه من تركيز الأملاح في البول.
*******************
الصِّيام ومرضى الحساسية
يعتمد المرض الناتج عن الحساسية على نوع المؤثر والعضو الَّذي يتأثر به، فإذا أصاب الجلد ظهر الاكزيما، وإذا أصاب الأنسجة تحت الجلد ظهر مرض الشّري أو الارتيكاريا، وإذا أصاب العين ظهر الرَّمد الرّبيعي، وإذا أصاب الأنف ظهر العطاس أو حمى القش وكلُّ هذه الحالات لا تمنع المسلم من صيام رمضان.
أمَّا النَّوع الَّذي يؤثر في القدرة على الصِّيام فهو الربو الشَّعبي بسبب حساسيات الشّعيبات الرَّئوية، وبعض الحالات الشَّديدة من الربو قد يضرُّها الصِّيام حيث يكون المريض في حاجة إلى تعاطي موسعات للشُّعب الهوائيَّة ويكون المريض في حاجةٍ أيضًا إلى تناول كمياتٍ كبيرةٍ من السَّوائل حتَّى لا يحدث جفاف في الغشاء المخاطي للشُّعب الهوائيَّة فتزداد حالة المريض سوءًا.
ويمكن للحالات البسيطة من المصابين بالرَّبو الصِّيام مع تناول أقراص طويلة المفعول بعد الإفطار والسُّحور، وفي حالة الحرج من استعمال البخاخ فإنَّ هناك بخاخاتٌ طويلةٌ الأمد يمكن استعمالها مرَّتين باليوم.
*********************
مريض القلب والصِّيام
إنَّ أكثر من عشر الدَّم الَّذي يدفعه القلب إلى الجسم يذهب إلى الجهاز الهضمي أثناء عملية الهضم، وأثناء الصِّيام تكون عملية الهضم في حالة راحة فيقلُّ الطَّلب على الدَّم من جانب الجهاز الهضمي، وهذا يؤدي إلى تقليل المجهود على القلب والدَّورة الدَّمويَّة وبالإضافة إلى ذلك فإنَّ قلَّة كمية السَّوائل في الجسم تساعد على تقليل مجهود القلب.
لذلك كله فإن مريض القلب يستفيد من النَّاحية العضويَّة في وقت الصيِّام وتقلُّ عنده احتمالات حدوث النَّوبات القلبيَّة، أمَّا من النَّاحية النَّفسيَّة والعصبيَّة فإنَّ الفائدة أكبر لسببين:
- الصِّيام يتبعه امتناعٌ عن كثيرٍ من المواد الضَّارَّة بالقلب كالتَّدخين والشَّاي والقهوة.
- الصَّوم المبرور والَّذي يقترن بالسَّكينة وصفاء النَّفس وسمو الرُّوح يؤدي إلى حالة استرخاء وهدوء نفسي وهذا كله يعود بالنَّفع على حالة القلب.
- حالات القلب غير المستقرة ينصح لها بالإفطار.
*************
مريض ارتفاع ضغط الدَّم وشهر رمضان
ارتفاع ضغط الدَّم من الأمراض الَّتي قد تؤدي إلى مضاعفاتٍ عديدةٍ في القلب والمخ والكلى ومن العوامل الَّتي تساعد على ارتفاع ضغط الدَّم ما يلي:
- الضُّغوط النَّفسيَّة والقلق والتَّوتر.
- الإفراط في تناول ملح الطَّعام.
- تناول الدُّهون الحيوانيَّة المشبعة.
- أمراض الكلى المزمنة.
الصِّيام مفيدٌ للغاية في تعديل نسبة الدُّهون بالدَّم وخاصَّةً الكوليسترول وأثناء رمضان يفقد الصَّائم جزءًا من الدُّهون والشُّحوم المتراكمة بالأوعية الدَّمويَّة ممَّا يوفر له الوقاية من تصلب الشَّرايين وأمراض ضغط الدَّم.
إنَّ الصَّائم المصاب بارتفاعٍ بسيطٍ أو متوسطٍ في ضغط الدَّم عادةً ما يظهر تحسنًا نسبيًّا بنهاية شهر رمضان وذلك إذ التزم بتجنب المواد الغذائيَّة الدُّهنيَّة والأطعمة المحتوية على أملاح عالية وكذلك المياه الغازية.
أدوية القلب والضغط
أغلب أدوية القلب يوجد منها أنواعٌ طويلةُ المدى ويفضل أخذها في وقت السُّحور وعند الحاجة لإضافة أي أدوية أخري مثل مدرات البول فيجب تناولها وقت الإفطار.
