المغرب وموريتانيا.. توتر دبلوماسي "مكتوم" بسبب إيران وليبيا

الرباط ـ حسن الأشرف

نفى خالد الناصري، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، اليوم الثلاثاء وجود أية بوادر لأزمة سياسية أو دبلوماسية بين المغرب ووموريتانيا، مفنداً بذلك في تصريح مقتضب لـ"العربية نت" التحليلات الإعلامية التي تحدثت في الأيام الأخيرة عن وجود أزمة دبلوماسية "صامتة" بين البلدين الشقيقين.

ويرى مراقبون أنه حتى بافتراض حدوث أزمة دبلوماسية صامتة بين المغرب وموريتانيا، فإنها لا تعدو أن تكون سحابة صيف عابرة، باعتبار أن ما يربط البلدين من مصالح مشتركة عديدة أقوى من تأثير أية أحداث ظرفية مهما كانت.

وكانت أخبار إعلامية قد أفادت أخيرا بنشوب أزمة دبلوماسية بين المغرب وموريتانيا، بسبب ما رآه المغرب استفزازاً سياسياً له، خاصة بعد توطيد جارته الجنوبية لصلاتها مع الجزائر، وخاصة مع إيران التي قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية معها، وأيضا عدم اعتراف موريتانيا بالمجلس الانتقالي في ليبيا.

تهويل إعلامي

وأكد المسؤول الحكومي المغربي على سلامة العلاقات المغربية الموريتانية من أية مشاكل، وأن ما تحدثت عنه بعض التحليلات الإعلامية من وجود أزمة دبلوماسية صامتة بين الطرفين ـ بسبب علاقات موريتانيا مع إيران، أو عدم اعترافها بالمجلس الانتقالي في ليبيا، يظل مجرد تضخيم إعلامي.

وشدد الناصري على أن المغرب يقف بكل احترام ومسؤولية أمام القرارات السيادية لموريتانيا الشقيقة، وأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين متينة وتتسم بالاستقرار، وتشهد تحسنا مضطردا.

وتجسد هذا التطور في العلاقات بين البلدين بالتوقيع ـ قبل يومين ـ في نواكشوط على اتفاقية تفاهم بين المغرب وموريتانيا في مجال الماء الصالح للشرب، وقبلها اتفاقيات وشراكات عديدة تؤشر على قوة العلاقة بين البلدين الشقيقين.

أسباب الأزمة

وأفادت تحليلات سياسية نُشرت خلال الآونة الأخيرة في صحف ومواقع إخبارية، سواء في موريتانيا أو في المغرب، بأن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين تمر بأوقات عصيبة، تتجلى في رفض المغرب قبل أيام تسجيل 800 طالب موريتاني وفدوا على الجامعات المغربية قصد التسجيل في مسالكها الدراسية.

وتتجلى الأزمة أيضا، وفق ذات التحليلات، في منافسة المغرب لموريتانيا على مقعد مجلس الأمن، بعد أن حظيت موريتانيا على تأييد واسع من الدول الإفريقية، الشيء الذي قلل من حظوظ موريتانيا في نيل هذا المقعد الهام.

وعزا المحللون نشوب هذه الأزمة الصامتة بين المملكة المغربية والجمهورية الموريتانية إلى التطور الملموس في علاقات موريتانيا مع إيران، في حين أن المغرب لا يقيم أية علاقات دبلوماسية مع هذا البلد، وأيضا إلى الامتناع الموريتاني عن الاعتراف الرسمي بالمجلس الانتقالي الليبي، بينما كان المغرب أول داعم في المنطقة المغاربية لهذا المجلس.

ويضيف المراقبون سببا آخر لا يقل أهمية، ويتمثل في التحسن الأخير في العلاقات بين موريتانيا والجزائر، ستُتوج بزيارة مرتقبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز من أجل الالتقاء بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

سحابة صيف

ويعلق الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، على هذا الموضوع بالقول إن العديد من وسائل الإعلام تناقلت بالفعل بعض المظاهر التي يمكن أن توحي بوجود بوادر أزمة دبلوماسية صامتة بين المغرب وموريتانيا، خاصة مع ظهور اختلاف في وجهات نظر البلدين إزاء بعض القضايا؛ مثل الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، أو طبيعة العلاقة مع إيران، وكذا تنافس البلدين على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.

وأشيع أيضا حدوث معاملة صارمة غير معتادة تعاملت بها السلطات المغربية مع الطلاب وبعض الأسر الموريتانية، التي زارت المغرب خلال فصل الصيف الماضي، مما يمكن أن يعزز من احتمال وجود هذا التوتر غير المعلن في العلاقات بين البلدين.

وأبرز الصديقي في حديث مع "العربية نت" أنه في جميع الأحوال، حتى إذا افترضنا وجود أزمة دبلوماسية صامتة بين المغرب وموريتانيا، فلن تكون إلا سحابة صيف عابرة، لأن ما يربط البلدين من مصالح مشتركة سياسية واقتصادية واجتماعية أقوى من أن تؤثر فيها أحداث ظرفية.

وسجل الخبير في العلاقات الدولية أن علاقة المغرب بموريتانيا تقوت كثيرا في ظل حكم الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي كان المغرب من أقوى الداعمين له عندما وصل إلى الحكم أول مرة عن طريق الانقلاب العسكري، في الوقت الذي عارضت فيه الجزائر بشدة ذلك الانقلاب.

توتر دبلوماسي

واستطرد الصديقي بأن ترشح المغرب للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن ينبغي أن لا ينظر إليه باعتباره تنافسا أو صراعا بين البلدين، لاعتبارات عدة، منها أن الخلافات المفترضة بين الدولتين لم تصل إلى مستوى الأزمة التي تبرر نقل الصراع إلى المنتديات الدولية، كما أن المغرب له مبررات كثيرة تدفعه، في هذه اللحظة، لاستغلال المكاسب الدبلوماسية التي حققها خلال الشهور الماضية على المستويين الدولي والجهوي للظفر بمقعد في مجلس الأمن، وقد أتته اليوم هذه الفرصة الذهبية التي ينبغي أن لا يضيعها بعد ما اقتنع بالدعم العربي الكبير لهذه الخطوة.

وأضاف المتحدث: المغرب لا زالت قضية وحدته الترابية تحتل سلم أولويات دبلوماسيته، مما يفرض عليه تكثيف جهوده الدبلوماسية لتحصين مواقفه على مستوى المجتمع الدولي، بخلاف موريتانيا التي لا تواجه تحديات دبلوماسية من هذا الحجم، الأمر الذي يجعلها في الواقع ـ حتى وإن افترضنا أنها كانت السباقة إلى التعبير عن الرغبة للترشح لهذا المنصب ـ أن تتنازل عنه لصالح المغرب في هذا الوقت.

وفي ما يخص ما سمى بأزمة تسجيل الطلبة الموريتانيين في المغرب، يردف الصديقي، قائلا: يبدو أن هناك إجراءات إدارية هي التي أعاقت إتمام العملية، لاسيما أن السفارة المغربية قد حملت دبلوماسيين موريتانيين مسؤولية معاناة هؤلاء الطلبة، بسبب تقديمهم لعدة ملفات خارج الآجال المحددة.

وخلص الصديقي بأنه في جميع الأحوال، مهما تكن طبيعة العلاقة بين البلدين، فإن الطلبة والأسر ينبغي أن لا تكون كبش فداء لتصريف مواقف دبلوماسية معينة، فالتبادل التربوي والتزاور الاجتماعي والسياحة هي الجسور التي تعزز العلاقات بين الأمم وتديمها، وينبغي أن لا تكون ضحية التوترات الدبلوماسية والسياسية مهما كان حجمها، مشيرا إلى أمر ذي أكثر من دلالة، وهو أن الرئيس الموريتاني الحالي، محمد ولد عبد العزيز، خريج للمدرسة المغربية.

~

يعطيك آلعــآفيه .. لنقل الخبر

مــآننحــــرم من جديدك

دمت بخيــر

~

غروووب

المغرب وموريتانيا.. توتر دبلوماسي "مكتوم" بسبب إيران وليبيا 368661_1308669767

شكراً أختي نووور لنقلك للخبر
والله يعطيكي الف عافية....

روميو

» المجامله نفاق أجتماعي ام اسلوب دبلوماسي ؟؟؟
» هل أنت قلقة من توتر طفلك الزائد؟
» تهديد دبلوماسي في الكويت بالقتل عبر رسالة إلكترونية
» وفاة ابنة ملك مصر وزوجة شاه إيران الإمبراطورة فوزية
» مصدر دبلوماسي يمني: الإمارات وافقت على استضافة صالح