تعد المدارس والجامعات الأماكن المثالية للحصول على العلوم الأكاديمية وتوسيع ثقافة المرء، لكن عندما يتعلق الأمر على العلوم الحياتية فإن السفر، يعد الوسيلة الأهم لهذا.
فسواء عبر الناس الذين يلتقي بهم المرء، أو عبر الأشياء المختلفة التي يراها في سفره، فإن السفر يمنح علما حياتيا غنيا لا يمكن للمدارس أو الجامعات تقديمه. السبب الرئيسي لهذا يعود لكون المرء بدلا من تلقي الدروس، فإنه يجربها بنفسه على أرض الواقع.
أهم الأسباب التي تجعل من السفر الوسيلة الأبرز لاستكشاف الحياة:
- السفر يجبر المرء على الخروج من “منطقته الآمنة”: في المدرسة غالبا ما يشعر الطفل بالأمان، نظرا لكونه يعرف جميع من يعملون بها سواء المعلمون أو زملاء الدراسة أو باقي العاملين في المدرسة. نفس الأمر ينطبق على الجامعة، حيث يكون الجميع غالبا ينتمون لمدينة واحدة لذا تجدهم يحملون ثقافات متشابهة إلى حد كبير. فهم يتحدثون نفس اللغة ويتناولون نفس الطعام. لكن السفر يعني ببساطة التعرف إلى أشخاص جدد وثقافات مختلفة وأماكن تستحق الاستكشاف. وبالتالي فإن السفر يجبرك على الخروج من “منطقتك الآمنة”، الأمر الذي يحقق لك الفائدة على مستوى نمو شخصيتك.
- السفر يعلم المرء طرق جديدة لإدارة الوقت: على الرغم من أن أماكن التعليم المعتادة كالمدارس والجامعات تتعامل بالمهام ذات الوقت المحدد، إلا أن المرء في تأخره في تسليم مهمة ما، يمكن أن يقدم العذر للمطالبة بتمديد الوقت، لكن هذا غير متاح في السفر. التأخر في المهام المطلوبة خلال السفر قد يكلف المرء الكثير من المال، فعلى سبيل المثال لن يكون بمقدوره الطلب من الطائرة أن تنتظره، مما سيضطره للتواجد في المطار في الوقت المحدد حتى لا تفوته الرحلة ويضطر لانتظار رحلة جديدة ببطاقة سفر جديدة.
- السفر يساعد المرء على استكشاف وتجربة أساليب حياتية جديدة: لا يوجد ما يجذب الانتباه مثل إحاطة نفسك بأشخاص من ثقافات مختلفة يعيشون حياتهم بطريقة مختلفة عن تلك الطريقة التي اعتدت عليها. على الرغم من أنه يمكنك مشاهدة صور ولقطات حول ثقافة ما عبر الكتب وشبكة الإنترنت، إلا أن تجربة تلك الثقافات أمر لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق السفر.
- السفر يتيح للمرء استكشاف نفسه من جديد: في المدرسة والجامعة قد يضعك الناس في قالب معين، ويبنون تعاملهم معك بناء على هذا القالب حتى لو لم تكن مقتنعا بأنه يناسبك. لكن السفر يمنحك ورقة بيضاء لإعادة تشكيل شخصيتك واستكشافها على حقيقتها من جميع جوانبها.
- السفر يزيد من ثقة المرء بنفسه: تخيل أنك سافرت لدولة بعيدة عن دولتك، وتعلمت لغة جديدة بدأت من خلالها التواصل مع الناس هناك بلغتهم للحصول على ما تريد. كل هذه الأشياء ربما لم يخطر ببالك أنك قادر على تحقيقها ولكنك نجحت بالفعل بهذا. مع السفر تأتي التحديات، وكلما تجاوزت التحديات، زادت ثقتك بنفسك أكثر وأكثر.
-السفر يحسن من قدرة المرء التنظيمية: كيف سيكون خط سير رحلتك؟ وكيف ستتمكن من الذهاب لأماكن الجذب الرئيسية في تلك الدولة؟ هل سيكون ذلك عبر الباص أم التاكسي أم القارب أم ربما مشيا على الأقدام؟ في السفر يوجد الكثير من الجوانب التي تحتاج لتخطيط مسبق لتكون الرحلة ناجحة وممتعة، وبالتالي فإن السفر يمنحك القدرة على التخطيط السليم.
