[size]
[/size]
أمير البحار الإسلاميــــــة الجزائريـــــة
الريس حميدو ( رحمه الله )
هو من أبطال تاريخنا المجيد
سطر أروع البطولات
وأعظم التضحيات
هو محمد بن علي الملقب بحميدو . ولد في حي القصبة في الجزائر العاصمة, سنة 1770، وقيل ( 1773م ) ،كان أبوه خياطا بسيطا ومعروفا عند أهل القصبة ، وهو من عائلة جزائرية تعود جذورها إلى مدينة يسر . ويسر هي عاصمة إمارة الثعالبة في القرن الرابع عشر الميلادي ، والثعالبة قبيلة عربية تعود في نسبها إلى بني ثعلبة بن بكر بن وائل إحدى قبائل ربيعة بن نزار .
لم يكن الطفل حميدو مهتما بحرفة أبيه بقدر ما كان معجبا بالقصص و الحكايات التي يسمعها عن رياس البحر, و يوما قال لأبيه :" .. سأصبح رئيسا للبحر عندما اكبر .." لكن والده أجابه بأنه لا يستطيع أن يصبح قائد أسطول لأنه جزائري و ليس تركي.
(حيث كان الشائع منذ وطأت أقدام آل " آل بربروس العظام " أن الأتراك هم الذين يتولون المناصب الهامة في البحر).
تردد حميدو على السفن و شارك البحارة في رحلاتهم مثل الرايس شلبي الذي أعجب بشجاعته و بحنكته الفريدة .
وقدر عدد البحارة الجزائريين في عهد الرايس حميدو في عهد أشهر قادة البحرية الجزائرية إلى أكثر من 130 ألف بحار،
- سطع نجم البحرية الإسلامية الجزائرية في ذلك الوقت وتمكن الأسطول الجزائري من الوصول بعملياته إلى اسكتلندا والمحيط الأطلسي ،
في سن الخامسة و العشرين أصبح حميدو رايس وترقى من بحّار إلى ضابط ، ثم إلى أمير للبحر وأصبح يقود أسطولا في مياه مرسى وهران .
- كان صعود الرايس حميدو وتسيّده على إمارة البحرية الجزائرية يتوافق مع قيام الثورة الفرنسية ومجيء نابليون للحكم ، وما أعقبه من فوضى عارمة في أوروبا ، تمكن خلالها الرايس حميدو من انتهاز هذه الفرصة لتقوية الأسطول الجزائري .
في إحدى معاركه البحرية استطاع أن يستولي على واحدة من أكبر سفن الأسطول البرتغالي وهي سفينة «البورتقيزية» المزودة بـ 44 مدفعا وعلى متنها 282 بحارا.
ثم أضاف إليها سفينة أميركية هي «أمريكانا» ، هذا بالإضافة إلى سفينته الخاصة ، وأصبح أسطوله الخاص هذه السفن الثلاث ، ومن أربعة وأربعين مدفعا فرضت سيادتها على البحر لأكثر من ربع قرن
في زمن قيادته للبحرية الجزائرية فرض الرايس حميدو ضريبة على الولايات المتحدة. فبعد أن نالت أميركا استقلالها عن بريطانيا بدأت السفن الأميركية ترفع أعلامها لأول مرة اعتبارا من سنة 1783م، وأخذت تجوب البحار والمحيطات.
وقد تعرض البحارة الجزائريون لسفن الولايات المتحدة، فاستولوا في يوليو 1785م على إحدى سفنها في مياه ( قادش )، بعد ذلك استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تابعة للولايات المتحدة الأميركية وساقوها إلى السواحل الجزائرية .
نظرا ولحداثة استقلال الولايات المتحدة ولعدم امتلاكها قوة بحرية رادعة ، فقد كانت عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية ، لذا فقد اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع الجزائر في 5 سبتمبر 1795م ، تدفع بموجبها واشنطن مبلغ ( 62 ألف دولار ذهبا ) للجزائر لقاء حرية المرور والحماية لسفنها في البحر المتوسط ، وتضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة التركية .
والجدير ذكره ان هذه المعاهدة ليست الوحيدة التي وقعت عليها الولايات المتحدة بغير الإنجليزية ..أول معاهدة كانت معاهدة الصداقة مع سلطان المغرب و كانت بالعربية عام 1786.. وهناك معاهدة أخرى بالعربية مع باي طرابلس عام 1796 و أخرى كذلك بالعربية مع داي الجزائر عام 1797. وهما بعد هذه المعاهدة. لكن معاهدة الجزائر تتضمن بنودا رآها الأميركان قاسية غير الإتاوة السنوية المدفوعة للجزائر-الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة و ليست الوحيدة كما قرأنا في بعض الكتب.
عندما جاء الرئيس جيفرسون إلى الحكم رفض دفع الضريبة المقررة ، لذا فقد قامت البحرية الجزائرية بالرد والاستيلاء على السفن الأميركية العابرة للبحر المتوسط .
على اثر ذلك أرسلت الولايات المتحدة الأميركية قطعاً بحرية إلى البحر المتوسط لأجل الانتقام للهجمات التي تعرضت لها سفنها في سنة 1812، وكانت هذه القطعة بقيادة ( كومودور دوكاتور ) ، وكان من المهام المكلف بها هذا القائد إجبار الجزائريين على تقديم اعتذار للولايات المتحدة واسترجاع الأسرى الأميركيين وإنهاء دفع الضريبة المفروضة على السفن الأميركية في البحر المتوسط والسماح لها بحقوق الزيارة
من أجل ذلك أرسل الرئيس الأميركي بعض سفنه للقضاء على الرايس الكبير، ونشبت معركة كبرى بين قطع الأسطول الأميركي تسانده بعض قطع الأسطول البرتغالي على قول بعض المصادر ضد الأسطول الإسلامي . وبالرغم من تفوق السفن الجزائرية ، فإن قذيفة مدفع قوية أصابت الرايس حميدو مما أدى إلى مصرعه وتوفي مجاهدا في سبيل الله مقبلاً غير مدبر .
وكان ذلك في يوم ( 16 يونيو 1815) ، وأمّ حاكم البلاد حينها الداي ( عمر باشا ) شخصيا صلاة الغائب التي أداها الجزائريون على روح بطلهم الرايس حميدو، وأعلن الحداد في كل أنحاء الجزائر لمدة ثلاثة أيام.