كتابة الشعر
منَ المعروف أنّ الشعر عندَ العرب منَذ القدم مِن أحدّ أهمّ الفنون وأقدَمِها، بل كانَ الشعر هوَ الرمز الإبداعي والتميّز عَن الآخرين منذ العصور الجاهليّة، لذلكَ الشّعر لو نظرنا إليهِ سنجده عبارة عَن إبداع وتصوّر خيالي يحتاج إلى شاعرٍ صادق يجسّد مخيّلاتهِ بأسلوبه الخاص ومشاعره فِي الأبيات التي يلقيها، والشعر موهبة قد تكون مولودة مَع الشاعر أو تكون مكتبسة مِن خلال حبّ قراءةِ الشعر أو حبّ الكتابة أو الخوضِ في بحوره، فحتّى تتعلّم الشعر يجب أن تقوم باتّباعِ طرقٍ معيّنة ونصائحٌ مهمّة تدخل فِي طريق كتابةِ الشعر .
الشعر في ماهيته الحقيقة تعبير إنساني فردي يتمدّد ظلّه الوارف في الاتجاهات الأربعة ليشمل الإنسانية بعموميتها) ببساطة الشعر هو تعبير الإنسان عما بداخله فيصف ما يحس به أو ما يدور حوله بطريقة عذبة تمس المشاعر والأحاسيس وهذا الطريقة لا يستطيع أي إنسان أن يفعلها بدون موهبة ويحتاج أيضاً الى خبرة ومعرفة في بحور وأوزان وأصول الشعر العربي.
كيفية كتابة شعر للمبتدئين
إنّ أيّ مَهارة أو للحصولِ على الإبداع والتميّز يحتاج دائماً إلى الاستمراريّة مَع التطلّعِ إلى بناءِ الأفكار دونَ توقّف أو ضَجَر، وهذا الأمر يطبّق أيضاً على الشعر لكي تصبحَ شاعِرٌ متميّز ومتمكّن منَ الشعر الذي تكتبه أو تلقيه، لذلك في البداية عليكَ أن:
إيجادِ الشعلة أو الإلهام الداخلي: فِي البداية عليكَ القيام بتحديدِ الغرَض منَ الكتابةِ فِي الشعر، وإيّاكَ أن تكون الأهداف ماديّة أو لشهرة، بَل اجعل كتابةِ الشعر تعبر عن الرموز الداخليّة لروحك وتجسّدها مِن خلال الكلمات التي تلقيها، فالشرارة مهمّة وهيَ الشعلة التي تستوقد عليها فحاول أن تَجدها وتعرِف الهدف الرئيسي مِن كتابةِ الشعر.
اختيارِ الموضوع: إنّ الموضوع الشعر مهم فِي غاية الأهميّة، لأنّ الموضوع الذي تتناوله هوَ الذي يشعل الحِس الداخلي فِي الشاعر، فَعلى سبيلِ المثال لا يٌمكن لرجلٍ غني أن يكتب قصيدة عَن معاناةِ رجل فقير أو رَجل غيرَ محب يكتب عن الحب والغزل، لذلك عليكَ أن تجد صورةِ المعاناة التي بداخلك مهما كانت وتحاول أن تخرجها في أبياتك فَهيَ التي منَ الممكن أنة تجعل مِن قصيدتك شيء يَصِل إلى قلوبِ الآخرين.
تجاهل جَميع أنواع الشعر: هناكَ أنواعٌ كثيرة منَ الشعر المَشهورة مِثل: (القصيدَة العَموديّة، النَثر، الغَزل،...)، لذلكَ حَتّى تتعلّم مِن بحورِ الشعر عليكَ أن تتعلّمَ قواعِدَه، فعلى سبيلِ المثال إذا أردتَ أن تكتبَ فِي القصيدة العموديّة يجب عليك معرفةِ التقطيع والخصائص التي يمتاز بها الشعر العمودي، ففي البداية تجنّب جميع انواع الشعر وحاول أن تكتب القصيدة بأسلوبك وبطريقتك ولا تهتم أبداً إلى القواعد، لأنّ لا أحد سيحاسبكَ في البداية على كتابة الشعر.
إيجاد الأفكار: من المعروف أن الأفكار التي تخطر في بال الشاعر مهمّة وهي التي تميّزه عن غيرهِ بإيجاد مواضيع ومختارات لم يكتبها أحد من قبله، فحاول أن تبني هذه الأفكار في مخيلتك وصغها بكلماتك الخاصّة.
قراءةِ الشعر: حاول دائماً أن تقرأ الشعر وتعرِفَ الأفكار التي يتناوَلها الشعراء وتجدَ الطريقة التي تميّزكَ أنتَ دونَ تقليدٍ لأبياتِ الآخرين.
وضعهِ للنقد: حاول دائِماً أن تنشِر الأبيات التي تَكتبها وتضَعها لنقدِ الآخرين، فهذا الأمر يساعدكَ على مَعرفةِ الأخطاء وكيفيةِ صِياغةِ كلماتٍ ذو معنى جديد ومختلف.
لكي تصبح شاعر مميز اتبع الخطوات التالية:
* اختيار المكان والجو الذي يلهمك يفضل أن يكون الجو هادئ والمكان ملائم وأن يكون البال غير مشغول بأعمال أخرى وأن يتأكد من عدم وجود أي ارتباط عمل آخر حتى يستطيع التركيز في الشعر، يختلف هذا الأمر من شخص لآخر فهناك أشخاص يفضلون الفوضى والمكان المزدحم حتى يستطيعوا الإبداع فهذا الأمر يرجع لك أين ترتاح وأين تستطيع التعبير عن مشاعرك.
* تحديد موضوع أو فكرة القصيدة قبل البدء بكتابة القصيدة تحتاج الى فكرة تعبر عنها او تحولها الى نص شعري، ربما عملية إيجاد فكرة أمر صعب لكنك تستطيع أن تجدها ممّا تراه حولك أو تسمعه ربما تستفزك كلمة قالها صديقك أو عبارة سمعتها من التلفاز أو المذياع أو ربما ترى مظهر أو موقف في الشارع يستفزك، لكن عليك أن تدون هذه الفكرة التي أعجبتك ورأيتها جملة شعرية رائعة كي لا تنساها، أيضاً عليك أن تعيش الفكرة وأن تكون مسترخي وتتخيل نفسك طفل يقرأ أنشودة من كتابه المدرسي.
* اختيار الوزن والبحر الشعري عليك أن تقرأ عدد من القصائد ببحور وأوزان مختلفة لا أن تلتزم بوزن وبحر معين كي تكون مثقف شعرياً وأدبياً؛ لأن الثقافة يجب أن تكون واسعة حتى تشبع قصيدتك وتثريها وتكون افضل ممّا سبقها من القصائد، حتى تسهل على نفسك الأمر أختر لحن معين أو نغمة مستساغة كأنها أنشودة، لأنّ البحور اخترعتها الألحان والقصائد لا العكس وبهذا تستطيع تحديد البحر والوزن الذي ستكتب به.
* تحديد الغرض الشعري والأسلوب الذي ستكتب به القصيدة، فهو أمّا سيكون حزن، أو فرح أو غزل أو أي غرض شعري آخر فكل غرض له ما يناسبه من الكلمات والتشبيهات، عليك أن تختار الكلمات بعناية فائقة وأن تشعر بها وتعيشها وأنت تكتبها، وأن تتناسب مع الوزن وباقي القصيدة، وأن تعطي معنى رائع وجميل يستقطب أذن السامع، وعليك أن تضع نفسك مكان القارئ حتى تعرف ما يعجبه.
قصيدتك الآن أصبحت جاهزة وأصبحت شاعراً لكن مع الاستمرار في كتابة القصائد وفي قراءة الأدب والشعر فهما أجمل الأمور التي تعطيك مشاعراً وأحاسيساً وتجعلك تحب الناس، وتشعر بحبهم، مما سيجعلك قادراً على كتابة أجمل الأشعار؛ لأنّ الشعر من الناس وفيهم ومن الطبيعة وفيها فأنت جزء منهما. أخيراً لا تيأس أكتب واستمر، وأحب الناس، ستجد الأفكار والأشعار تتخلل عظامك وتصبح لا تستطيع العيش بدون شعر وأدب لأنّهما كل شيء لك.