تشير أبحاث حديثة إلى أن الإنسان عرف علم الفلك منذ حوالي 40 ألف سنة، ومنذ ذلك الزمن شكّل معرفة متطورة بالنجوم.
ويزعم العلماء أن بعض الرسومات في الكهوف القديمة التي كان يعتقد أنها لنباتات، إنما هي تمثل نجوماً سماوية.
كما يبدو كذلك أن القدماء كان لهم معرفة بحركة النجوم وتغيير مواقعها ببطء في قبة السماء ليلًا.
كما عرفوا منذ وقت مبكر ظاهرة الاعتدال الشمسي، التي تحدث في 21 مارس وفي 22 و23 سبتمبر، بمعدل مرتين كل عام، حيث يحصل ذلك نتيجة التحول التدريجي في محور الأرض، وهي الظاهرة التي عرفها الإغريق القدماء منذ آلاف السنين.
تسجيل الوقائع الكونية
وقال الباحثون إن فناني الكهوف استخدموا رسوماتهم لتسجيل أحداث رئيسية فلكية مثل ظهور المذنبات.
وقال رئيس الدراسة الدكتور مارتن سويتمان من جامعة أدنبره: "إن فنون الكهوف القديمة تشير إلى أنه كانت لدى الناس معارف متقدمة بالفلك وذلك في نهاية آخر عصر جليدي".
ومن ناحية فكرية قد لا يكون هناك من اختلاف كبير بين تلك المعارف الأولى عن تلك التي تشكلت لاحقاً عن الفلك لدى الحضارات القديمة.
تحليل حاسوبي للرسومات
جاءت نتائج الدراسة لفرق من جامعتي أدنبره وكينت، قامت بالعمل على مواقع الفنون الكهفية في العصر الحجري القديم والحجري الحديث في كل من تركيا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا.
وقد استخدمت برامج حاسوبية في تحليل الرسومات التي تظهر ما كان يعتقد أنها حيوانات مرسومة على جدر الكهوف.
واتضح أن تلك الرسومات هي جداول الأبراج التي يبدو أن القدماء عرفوها منذ تلك القرون المبكرة.
ومن خلال الرسومات صوّر القدماء كذلك التقلب في فصول السنة الميلادية وبعض الظواهر الفلكية التي قد لم تكن ذات طبيعة مفسرة لهم وقتها.
رسم لمذنب قبل 15200 سنة
في إحدى الرسومات التي تم فكّ شفرتها في كهوف دوردوني الفرنسية، فقد ظهر رجل يحتضر ومعه مجموعة نافقة من الحيوانات، ويبدو أن ذلك مرتبط بضرب مذنب للأرض قبل 15200 سنة، حيث تخلد الرسومات هذه اللحظة التاريخية.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة قد تغير بعض من الرؤية إلى السكان في عصور ما قبل التاريخ.