من أجل واقع لغوي أفضل

*من أجل واقع لغوي أفضل
*الخلط بين الهاء والتاء المربوطة، والمفتوحة (مهارة كتابية)*:

*أولاً: التعريف وشكل الكتابة:*
1) الهاء المربوطة(ه، ــــه): هي التي لا نرسم عليها نقطتين؛ وتلفظ (هاءً) وصلاً ووقفاً، وتكتب إما: (ه) أو (ـــــه)، وتكون ضميراً أو من أصل الكلمة، وحال كونها ضميراً، فلا تكون إلا ضمير غائب، وتتصل بـ: الأسماء مثل: بيته وكتابه، والأفعال؛ مثل: علمته وأكرمته، والحروف؛ مثل: منه، إليه، عنه، عليه، والظروف مثل: فوقه وتحته، وعندما تكون من أصل الكلمة، فتأتي في الأسماء، مثل: وجه وفقه وأشباه واتجاه وأفواه ومياه ومكروه، وفواكه، والأفعال مثل: سَفِه ونزّه ونبّه ونوّه وموّه.
2) التاء المربوطة(ة، ــــــة): هي التي نرسم عليها نقطتين، وتلفظ (هاءً) عند الوقف، وتاءً عند الوصل، وتكتب إما (ة) أو (ـــة). عائشةٌ/ حمزةٌ/ نشيطة/ كرة.
3) التاء المفتوحة (ت): هي التي تبقى (تاء) في النطق،إذا وقفنا على آخر الكلمة بالسكون، ولا تنقلب هاءً، وتكتب (ت). أمثلة: زيتٌ _ بات – مات – جاءتْ – معلمات – طالبات – كتبتُ – رأيتَ – وقفتِ – بيت – بنت – أصوات – دعوات – رأفت– أنتَ – أنتِ – ليت – بيروت – ياقوت .
*ثانياً: توصيف الخطأ:*
يظهر الخلط بين والتاء المربوطة والهاء والتاء المفتوحة ، واضحاً في كتابات المتحاورين ورسائل التواصل المختلفة، وترتفع الشكوى وتكثر الأسئلة، عن الحل والعلاج الناجع والعملي لفكِّ الاشتباك بين الحروف الثلاثة في الكتابة ، ومن الجمل الشهيرة التي نقرؤها غالباً بخطئها: (جمعه مباركه) (السلام عليكم ورحمت اللة) (فتاه محتشمه)...الخ، ومن خلال الأمثلة السابقة، يمكن توصيف الخطأ في التالي:
1) عدم وضع نقطتين على التاء المربوطة (ة/ــــــــة)، فيتكتبون خطأً: (جمعه، مباركه، قضاه، ظلمه، فتاه، محتشمة)، لاحظ الهاء في الكلمات السابقة، بدون نقطتين وهنا يختلف معناها عن قصد المتكلم، وتصبح إما: فعلاً ماضياً (جَمَعَهُ، قَضَاهُ، تاهْ،)، أو اسماً (جَمْعُه، فتاهُ)، والهاء ضمير في الحالتين، وليست للتأنيث، أما مع النقطتين فينتقل معنى الكلمات من الفعلية إلى الاسمية، ومن التذكير إلى التأنيث كون (جمعةٌ مباركة، فتاةٌ محتشمةٌ)...
2) الخطأ بوضع نقطتين على الهاء المعجمة التي تكون ضميراً في الغالب يلحق الأسماء والأفعال والحروف، مثل: (فتاه متميز، وفيه ذكاء، وقد علمته الطب) أو هاء من أصل الكلمة، مثل: (وجه/ الله، شِفَاه)، وهنا يخلطون، ويضعون نقطتين، فنراها مكتوبةً Sad

فتاة/ وجة/اللة/إلية/وعلية/هذة/مياه.الخ)، وهذا الخطأ يجعل المذكر مؤنثاً (فتاة)، والحق باطلاً (اللة)...
3) الخطأ بتحويل التاء المربوطة إلى تاء مفتوحة، عند وصل الكلام بسبب تغير النطق من هاء إلى تاء، فيقولون Sad

رحمت الله تعمنا، درجت الطالب منخفضة)، وهنا تتحول الكلمات من الاسمية إلى الفعلية؛ لأن التاء لا تدخل إلا على آخر الفعل الماضي.
*ثالثاً: خطورة الخلط الكتابي بين الهاء والتاء المربوطة، وتأثيره على المعنى:*
والخلط في هذه الحالة؛ خطأُ جسيمٌ لا يمكن التغاضي عنه، أو التقليل من خطورته على سلامة اللغة وجمالها؛ لأنه يؤثر على المعنى، وينقله إلى معنى مغاير للمقصود كما سبق، على النحو التالي:
أ/ ينقل المعنى من حق إلى باطل: مثلاً في ما يتعلق بلفظ الجلالة (الله)، مثل: عبد الله، بعضهم يكتبها: عبد اللة!..وهذا خطأ فاحش!، وبه يتحول المعنى إلى ضده تماماً، وإن كان كاتبه لا يقصد، لكن هذا لا يعفيه من معرفة وفهم ما يرفع به عن نفسه الحرج والخلل.
ب/ ينقل الاسم إلى فعل أو العكس: مثال: رماة: جمع رامٍ وهي اسم، فإذا كتبت بالهاء(رماه)، صارت فعلاً، وتحولت التاء المربوطة إلى ضمير غائب!.
مثال ثانٍ: كتبه: فعل ماضٍ من كتب، والضمير (ـه) اسم في محل نصب مفعول به، فإذا كتبناها (كتبة) تحول الفعل إلى اسم.
ج/ ينقل المذكر إلى مؤنث والعكس: مثال: فتاه: وهي اسم لمذكر، والهاء ضمير في مجل جر بالإضافة (القائد فتاه ذكي)، ولو أضفنا النقطتين؛ لتحولت إلى مؤنث محض( هذه فتاةٌ محتشمةٌ).
*رابعاً: طريقة سهلة وميسرة وعملية للتمييز بين الهاء والتاء المربوطة:*
وبناءً على ما سبق من توضيح فلا بد من وضع ضوابط لهذا الخلط حتى نتجنب ذلك، وتستقيم كتابتنا، وإليك التفصيل :
تنبيه: العبرة في الكتابة هو مراعاة النطق حال الوصل، ولا عبرة للوقف.
فإذا واجهتك كلمة تريد كتابتها، وآخرها (ـة) أو (ــــه)، وتحيرت كيف تكتبها؟ فنوِّنها(بالتنوين) أو حرِّكها، وأوصلها بما بعدها: فإن نطقتها تاءً، وتمّ معنى الكلمة، فضعْ عليها نقطتين، واكتبها( ة أو ـــة)، وإن نطقتها هاءً، وتم معنى الكلمة، فلا تضع عليها نقطتين، واكتبها (هـ، أو ــــه).
مثال: مكتبةٌ (بالتنوين) نطقناها تاءً؛ وبهذا تمّ المعنى فنكتبها (مكتبة)، وليس (مكتبه)، أو نقول بالتحريك: (مكتبةُ الجامعة) فتلحظ أنك نطقتها (تاء)
وبهذه الطريقة لن تقع في حيرة منهما إلا بالسرعة والاستعجال في

الكتابة بوضع

نقطتين أو بترك النقطتين.
لا بد هنا لفهم الموضوع من مهارة النطق السليمة، ومعرفة القاعدة حتي يمكنه التمييز.
*مثال: اقرأ الكلمات التالية، وضعها في جمل مفيدة، ولاحِظْ تغير المعنى بتغير الشكل الكتابي:*
*حفظه ← حفظة ← حفظت*
اقرأ بتمعن، ستجد أمامك ثلاث كلمات، الأولى بالهاء، وهذا يؤكد أنها الهاء ضميرٌ، والكلمة لا تخرج عن كونها: إما فعلاً (حَفِظَه) أو اسماً مذكراً (حِفْظُه)، ولا يمكن أن تكون مؤنثاً.
وفي رقم (2) وردت الكلمة بالتاء المربوطة (حفظةٌ)، وهي هنا للتأنيث، وحفظة جمع حافظ، وجمع التكسير تلحق بالمؤنث، يقول الشاعر:
إن قومي تجمعوا ولقتلي تآمروا لا أبالي بجمعهم كل جمع مؤنث
أما في رقم (3)، فجاءت الكلمة بتاء مفتوحة (حفظت)، وهذه التاء لا تدخل إلا على الفعل الماضي ، وقد تكون تاء فاعل أو تاء تأنيث.
وأقول في التمثيل على ماسبق:
*(أبي _ حَفِظَه الله_ حِفْظُه سريع، وأولاده حَفَظَةٌ متميزون، وقد حفظت منهم الكثير، وهند حفظت واجبها نحوه..*)
أمثلة: انطق الكلمات الآتية وفرق بين التاء المربوطة والهاء:
كلمة – وجه – مئة – فيه – فئة – عليه – دعوة – راية – إليه .
*استراحة (1)* : كيف أصف فتاةً مـا بالحشمة؟ هل أقول محتشمه؟ أم محتشمة؟
أنا أشكّ في أنّها تاء مربوطة أم هـاء؛ لذلّك عليّ أن أقومَ بوصلهـا. فأقول: محتشمةٌ ومهذبة.. نعم! أراها تُنوَّن! فأقول [فتاةٌ محتشمةٌ ومهذبة]؛ إذن تُكتَب تـاءً مربوطة!
*استراحة(2):* أحدهم يتحدَّاك، ويقول إنَّ (رماة) هي نفس (رماه)، وكلتاهما بمعنى [يرمي]، وأنت شككت في معلوماتك. فهل لي أن أصحِّحهـا لك؟
قل له: كلَّا وألفُ كلَّا، فـ (رماة) تختلف عن رماه؛ فرماة جمع رامٍ [رامي] أي شخص يرمي. نقول: جيشنا يتكون من رماة مَهَرَة(جمع ماهر).
أمَّا (رَمَاه) فيعني: تخلَّص من شيء معيَّن، كأنْ أرمي شخصًا يزعجني في البحر، فأقول: رميته، ورماه، ارمِه. فعليكَ أن تتخلَّصَ منه وترمـيهِ في البحـرِ؛ لأنّهُ سيجعلك تهين التَّاء الجميـلة...
*نشــــــــاط ذاتي*:
أمثلة اقرأ الكلمات التالية، وضعها في جمل مفيدة، ولاحِظْ تأثير النقطتين، وكيف تغيِّر لفظاً ومعنى:
(1) درجه ← درجة ← درجت.
(2) كتبه ← كتبة← كتبت
(3) رحمه ← رحمة ← رحمت
(4) نعمه ← نعمة ← نعمت
(4) فتاه ← فتاة ← فتات.
(4) برره ← بررة ← بررت.

*خامساً: بحث ملحق: في أصل التاء المربوطة (هاءٌ أم تاءٌ)؟*
نجد في القرآن الكريم بعض الألفاظ المؤنثة جاءت فيها علامة التأنيث (تاء مربوطة) رحمة، نعمة، امرأة، ، وتارة تاء مفتوحة رحمت، امرأت، نعمت، فما هي حقيقتها؟
هل ما ورد ي القرآن الكريم من حيث الرسم الكتابي لهذه التاء يؤشر نظماً معيناً، يمكن أن يوجه الرؤية في أمر هذا الرمز؟ وعلى أي متجه يذهب اللغويون في إقامة حدود الظاهرة؟
يذهب البصريون إلى أن الأصل هو (التاء)، وأن الهاء حين يوقف عليها؛ ماهي إلا بدلٌ من التاء التي يُعلم بها الاسم تأنيثاً، مقصورة على الوقف، نحو: نخل، نخلة، تمر تمرة ....الخ.
وأعتقد بعيداً عن الجدل في أيهما الأصل، أن التاء المربوطة هي مزيج من الهاء والتاء، ولهذا كُتبت على شكل هاء بنقطتين، فالهاء مراعاة لنطقها (هاءً) عند الوقف، والنقطتان مراعاة لنطقها (تاءً) وصلاً بالتحريك أو التنوين أو التثنية (نخلةٌ مثمرة، ونخلتان مثمرتان)، وهذا من باب قانون العوض العادل في العربية.
مثال آخر: عندما نقف على كلمة (عائشة) ننطقها هاء، ولعلها هاء السكت، وبما أننا نطقناها هاء، أعطيناها شكل (الهاء)، وعندما يتم تحريكها وتنوينها داخل مجرى الكلام، تتحول في النطق (تاء)، ولهذا أخذنا من التاء نقطتيها، ووضعناها على الهاء، فكتبنا هاء لوجود الهاء في الوقف، ووضعنا نقطتين لوجود التاء في النطق عند التحريك..
ولعل تعدد رسمها في القرآن يشير إلى هذا بالإضافة إلى العلة البيانية، فالرحمة والنعمة فتحت تاؤها تفاؤلاً لتعميم الرحمة وفتحها، وبسط النعمة، أما (امرأة، وأمرأت)، فقد أورد بعضهم تعليلاً بيانياً معتمدا على الإحصاء الدقيق؛ حيث بين أن كل (امرأت) في القرآن بالتاء المفتوحة، فهي معرفة، للزوجة المعروفة والمنسوبة إلى زوجها (فرعون، نوح، العزيز)، أما (امرأة) بالتاء المربوطة فقد جاءت مع النكرة المجهولة الشائعة في جنسها...
ولعل هذه الظاهرة الصوتية هي أساس تلك الظاهرة التي سموها (هاء الاستراحة _ أو السكت)، وهي التي سماها سيبويه "الهاء التي تلزم طلحة في أكثر كلامهم في النداء إذا وقفت".
وواقع الأمر، صوتي بحت، وفي أستكناه سر الحكاية، الأصل فيها طلحةٌ بصوت التاء، وجرت عليها العمليات الإخراجية وفق قانون التحول الصوتي، عند الوقف لتنطق هاءً .
وهذه الظاهرة نفسها التي شاعت في الأسماء المفردة التي تنتهي بالتاء المربوطة، وكل ما في الأمر أنه يوقف عليها بحذف التاء، والبقاء على صورة الامتداد الصوتي للفتحة.
وقد سُمِع عند قبيلة طيّ العربية التي كانت تؤثر الهاء حين تتوقف عند نهايات جمع ال

مؤنث السالم، وق

د سمع عنها:"دفن البناه من المكرماه"، في (البنات والمكرمات، وقد أورد ابن جني بعض ظواهر هذه اللهجة (كيف البنون والبناه)، بل إن تأثير هذه اللهجة سرى إلى قبيلة عربية أخرى هي (عُقيل)، التي كانت تقول في الفرات (الفراه)، وصلاً ووقفاً.
أما ما سُمع من شواذ الوقف على صوت (التاء) المقيدة، في مثل قول الحميريين:" يا أهل سورة البقرت"، فليس إلا دليلاً للارتكاز الصوتي والنبر الوقفي الذي يؤكد أصل الظاهرة، وما روى الخليل بن أحمد عن أبي النجم العجلي قوله:
الله نجاك بِكَفِّي مسْلمَتْ
من بعدما وبعدما وبعْدِمَتْ
صارت نفوس القوم عند الغَلصَمتْ
وكادَت الحُرة أن تُدعَى أمَتْ
إن دراسات قدامى القوم كانت تدور حو النص المكتوب، أو اللغة المكتوبة وليست المنطوقة، ولذا نرى هذا الاضطراب في تفسير كثير من الظواهر اللغوية.
ويبقى صوت (التاء) دلاً تمييزاً للتأنيث، وتلعب القوانين الصوتية دوراً بارزاً في توجيه مستوياته، حسب درجات النبر، وطريقة الأداء الصوتي للهجات، وكذلك الأدوار الوظيفية للحركات وتأثرها وتأثيرها في أثناء جريان عملية التركيب للعناصر الصوتية (الحرفية).

يعطيك العافية غروب

يعطيك العافية روميووو

» واقع وعبرة
» مـهـام المـدير،والـوكيل من واقع القواعد التنظيمية......>
» بورما تدعو "التعاون الإسلامي" لمعاينة واقع مسلميها
» #15 جي تي أي 5 : أفضل رمز غش !
» أفضل حكم عن الحياة