أعلن فريق علماء في جامعة بتسبيرغ الأميركية، عن تطوير أسلوب علاج جديد للمرضى المصابين بفيروس HIV، الذي يؤدي إلى التسبب في الإصابة بمرض نقص المناعة الطبيعية المكتسبة AIDS، بحسب ما نشرته دورية EBioMedicine.
وأوضح الفريق العلمي أن العلاج الجديد يقضي على فيروس HIV بعد طرده من الأماكن التي يختبئ بها في الجهاز العصبي للمريض.
ويكمن المفتاح الرئيسي لأسلوب العلاج الجديد في تحفيز خلايا مناعية تقوم بوظيفة التصدي لفيروس آخر مختلف تمامًا لكي يساعده في القضاء على فيروس HIV.
وأوضح الفريق العلمي أنه من المقرر أن يتم إجراء تجارب سريرية على الاكتشاف، الذي ثبتت فعاليته معمليا، ويعقب تلك الخطوة مرحلة إنتاج لقاح سيؤدي إلى توقف المرضى المصابين بفيروس HIV عن تناول الأدوية اليومية المطلوبة للسيطرة على الفيروس حاليا.
ويقول رئيس الفريق العلمي بروفيسور روبي ميليارد، أستاذ مساعد للأمراض المعدية والميكروبيولوجي فى جامعة بتسبيرغ: "يحاول الكثير من العلماء تطوير علاج لفيروس HIV، وعادة ما تتمحور الأبحاث حول مفهوم طرد الفيروس من مخبئه والقضاء عليه"، مضيفا "أن هناك بعض العلاجات الواعدة التي يجري تطويرها من أجل قتل الفيروس، لكن الحاجة ماسة لاكتشاف الخلايا التي تأوي فيروس HIV حتى يتم معرفة بدقة نقاط التدخل العلاجي".
خطورة التوقف عن العقاقير الحالية
من المعروف أن العلاج المضاد للفيروسات الرجعية (ART) يساعد عادة في السيطرة على العدوى بفيروس HIV بشكل جيد، بحيث لا يمكن اكتشاف الفيروس فعليًا في الدم ولا يمكن أن يصيب الآخرين بسهولة.
ولكن إذا توقف الشخص المصاب بالفيروس عن تناول عقاقير بروتوكول العلاج اليومي، التي تصيب عادة بالعديد من الآثار الجانبية، فيمكن للفيروس أن يستعصي على نفسه ويتحول إلى مرض الإيدز الكامل، وذلك لأن الفيروس ينتقل إلى مرحلة كامنة وغير نشطة ويختبئ في الحمض النووي لبعض الخلايا المناعية المسماة "الخلايا التائية المساعدة"، ويتربص بالمريض وينشط في حالة التوقف عن تناول العقاقير المضادة للفيروسات الرجعية.
صعوبة الحصول على عينات للأبحاث
احتاج الفريق البحثي للحصول على الكثير من عينات الدم من أشخاص مصابين بفيروس HIV، الخاضعين لعلاج ART.
وتطوع ما يقرب من 24 مريضا للمشاركة في الدراسة، وبحسب بروفيسور يان كريستوف، حول أهمية فرز الخلايا المنشطة مغناطيسيا لنجاح الدراسة، " كان يجب جمع الكثير من الدم للعثور على الخلايا التائية المصابة بفيروس HIV في الأشخاص المصابين بمضادات الفيروسات الرجعية، وتكمن الصعوبة في ندرة العدد حيث تصل إلى واحد من كل 10 ملايين خلية، لذلك كان المتطوعون يجلسون لمدد تزيد عن 4 ساعات موصولين بآلة تعالج دمائهم لعدة مرات لإعطاء المزيد من العينات".