..
قطوفُ الليلِ دانيةٌ ..
ولكنْ .. قليلٌ من يمُدُّون الكفوفَا !
والله لو علمَ العبادُ ما عندَ ربِّهم من الفَضل والكرَم ؛ لما قَبضوا أكفَّهم عن الدّعاء أبدًا !
اسمع نبيك ؛َ إذ يُعلِّمُك الهمّةَ العُليا في الدعاء :
( إذا سَألَ أحدُكم فَـ لُيكثِر ) !
سَلّم أمورَك للقدير ..
فإنّه لو شاءَ ؛ أنزلَ بينَ كفيكَ القمرْ !
انظرْ "للعلاء الحضرَمي" بما يدعو ؛ يدعو بأنْ يجعلَ اللهُ لهم البحرَ طريقًا ..
فَيسيرُ الجيشُ كلّه بدعائِه ولا يَبتَلّ !
يا ولدي ..
أحسِنْ بالله الظنَّ ؛ يُحسنُ الله لكَ المنَّ !
يقول لك نبيُّك :
(فإذا سألتُم اللهَ ؛ فاسألوهُ الفردوسَ الأعَلى ) !
يا ولدي ..
إذا كانَ الفردوسُ يُدرَكُ بالدعاء ؛ فما بالُكَ باليسيرِ من أمنياتِك !
انفضْ عنكَ أتربَةَ القُنوط ..
فإنّ جوامِعَ الشرِّ في القنوط !
اسمَعْ لبعضِ السلف ؛ إذ يقولُ :
تَرِدُ عليَّ الأثقالُ التي لو وُضِعَت على الجبال ؛ لَتَفسَّخَتْ ، فأضعُ جبيني على الأرض
و أرَدد : { إنّ معَ العُسر يُسرا } .. وأتوسلُ بها طويلاً ، فما أرفعُ رأسيَ إلا وقدْ فرَّجَ اللهُ عني !
عبدٌ إذا دعى ؛ شَهدَ القلبُ له بالإجابة ..
أولئكَ قومٌ ؛ كان شأنُهم سَماوِّي !
تَرى البخاريُّ يظلُّ يرددُ :
{ إنْ يَنصركُم اللهُ فلاَ غالِبَ لكُم } .. يكرِّرُها ، ويسألُ اللهَ النُّصرَة والمعونَة .. فتنبجسُ له الولاية !
حتى رؤيَ في المنام ؛ يسيرُ النبي ﷺ والبخاري وراءَه، كلّما رفعَ النبيُّ ﷺ قدمًا ؛ وضعَ البخاريّ قدمَه مكانَها !
عبدٌ سألَ اللهَ بالقرآن ..
وأيُّ كرَامةٍ أَكرَم ؛ من أَن يُخَالطَ القرآنُ خَواطرَك ؟!
يا ولدي ..
لو أُطلقَ القلبُ من أسْرِهِ ؛ لرأيتَه نحوَ المصاحِف يزْدلِف !
قال تلميذ :
نحنُ نركضُ في فتنةِ المَحسوسِ ، و تشُدُّ أبصارَنا الأسوارُ !
قال الشيخ : لذا يوصيكَ النبّي ﷺ بقوله :
( و ليعزِمَ المَسألَة .. و ليُعظِّمَ الرّغبةَ ؛ فإنّ الله لا يعظِّمه شيء) !
إن اللهٌ إذا أرادَ .. منحَكَ نعمةً ما رَدّها أحدٌ ، فآمِنْ بالدعاء ؛ فإنه من القدر !
وما تهواهُ ؛ فاسكُبْهُ دعاء ..
وقلْ :
يا من خزائنَ رزقِه في قولِ { كُنْ } ؛ اجعلْ لنا بينَ النّبضِ والنبضِ عطاءً غيرَ محظورًا