امام المسجد
دعى رجل إمام المسجد للإفطار وبعد أداء صلاة المغرب حضر واستقبل أحسن استقبال و أكرم غاية الإكرام . ثم انصرف و هو يدعو لهم احسن الدعاء .
ولما بدأت المرأة تنظيف المائدة وترتيب غرفة الاستقبال تذكرت مبلغا معتبرا من المال قد وضعته على رف فلم تجده وبحثت في كل الغرفة ولم تجد له أثرا . ولما عاد زوجها من التراويح أخبرته زوجته الخبر وسألته إن كان قد أخذ المال نفى ذلك
ولم يدخل بيتهم أحد غير الإمام كما أن لديهم طفله رضيعة
وتاكد أن المتهم الوحيد هو الإمام . . وغضب الرجل غضبا شديدا كيف فعل الإمام ذلك في شهر رمضان و المفروض أن يكون قدوة . . ورغم غضبه كتم الأمر في نفسه ولم يواجه الإمام على ذلك .. لكن اصبح يتجنب الإمام ولا يسلم عليه أو يحادثه .
وبعد مرور سنة كاملة على رمضان تذكر القصه وعرض على الإمام الإفطار مرة أخرى
وقال لزوجته امرأة الصالحة التي شجعته قائلة : لعل إلامام كانت ظروفه قاهرة قد اضطرته إلى اخد المال والان معفو عنه عسى أن يعفو الله عنا
ودعا الإمام فلما أنهى إفطاره سأله : ألم تلاحظ قد غيرت معاملتي معك منذ رمضان الفائت. قال : نعم. . ولم أتابع الأمر لكثرة انشغالاتي
قال : أسألك و أجبني بصراحة. لقد نسيت زوجتي مبلغا من المال فوق الرف واختفى بعد خروجك وبحثنا عنه دون جدوى. فهل أنت الذي أخذته؟
فقال نعم أخذته !
فبهت صاحب البيت.!!!
ثم استطرد الإمام فقال: لقد لاحظت المبلغ وكانت النافذة مفتوحة فإذا بتيار هوائي بعثر المال فجمعته حتى لا يضيع تحت الأثاث فيصعب عليكم وجوده. ثم أطرق رأسه و بدأ يشهق بالبكاء.
ثم قال : أتدري لم أبكي؟ أنا لا أبكي على اتهامك لي و إن كان بالفعل مؤلما. ولكن أبكي لأنه قد مر 365 يوما لم يقرأ أحدكم شيئا من القرآن من المصحف و لو فتحتم المصحف ولو مرة واحدة لوجدتم نقودكم فيه.
فأسرع الرجل إلى المصحف وفتحه فوجد المبلغ فيه كاملا..!!
الله المستعان