في مدينة "البَيَّض" (800 كلم جنوب غرب الجزائر) وفي صحراء قاحلة، يوجد "مسجد الموحدين" المشيد تحت الأرض، وتبلغ مساحته 200 متر مربع وعلى عمق 6 أمتار، بناه العالم الرباني الشيخ/ محمد بن بحوص رحمه الله بعد أن وصل الأمر بالاستعمار الفرنسي إلى منع الجزائريين من ممارسة شعائرهم الدينية ومن تعلم وحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية، مستعملا قوة السلاح لمنعهم من ذلك، بل لجأ حتى إلى تهديم بعضها أو تحويل أخرى إلى كنائس للمسيح ودير لليهود، فكان بناء هذا المسجد بمثابة التحدي الذي رفعه هذا الشيخ في وجه جبروت الاستعمار. وما يؤكد أن هذا المسجد كان مصدرا لقوة سكان المنطقة، أنْ شهد خلال فترة الاستعمار الفرنسي تخرج 375 طالبا حافظا للقرآن الكريم، والتحاق عدد كبير منهم بصفوف الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة، كما كان وقتها مخبأ للمجاهدين الجزائريين.