يقول *عبد الرزاق عبد الواحد* :
- في أحد الأيام الحارة كنت جالساً في مكتبي في وزارة الثقافة في بغداد ، وطُرق الباب ولم يكن احدا سواي فقمت وفتحته
لاجد امرأة غاية في الجمال(يعلو بشرتها النمش)
وكانت تحمل في يدها كتاباً قالت :
إن هذا آخر ديوان لك وأريد منك أن تكتب لي إهداءً عليه وتوقعه فقلت لها تفضلي ..
وادخلتها إلى المكتب واقترحت عليها أن تصنع لنا (فنجانين) من القهوة بيدها ؛
لأن السكرتيرة لم تكن موجودة آنذاك بينما أكمل لها الإهداء فوافقتني
وذهبت وكتبت لها :
لأجملِ ما بوجه الناسِ اجمعهم من المقلِ
إلى الأشهى من العسلِ
إلى شفتين جلَّ اللهُ صاغهما على مهلِ
وقال خُلقتما لاثنين للهمسات والقبلِ
لشعر جدّ منسدل
لفاتنة كأن الليل مر بها على عجلِ
فقطَّر فوق وجنتها رحيق ظلامهِ الثملِ
وفوق ذراعها الخضلِ!
ونثَّ على ترائبها وحول مكامن الحجلِ
قطيرات من البلل
فصار الجسم أجمعه قناديلاً من الجذلِ
مسورة بألف ولي!
إلى من أنطقت خجلي
إلى الكسلى بلا كسلِ!
إلى جسمٍ كغصن البان لم يقصر ولم يطلِ
فُتنت به من القدمين
للتاجين ..للكفلِ
إلى من لا أسميها لكي لا تتقي غزلي!
ويجعلنا بهار الهند نعشقها من الأزلِ
خطاه جميعها ارتبكت وكل دروبه اشتبكت
فلو حاولت أن تصلي!
*********************
وعندما اكملت اعداد القهوة جائتني (بالفنجان)
واخبرتها اني كتبت لها قصيدة بدل الاهداء العادي
لكن لم اكتبها على الديوان لانها غزليه ..
فقالت اقرأها وقرأتها لها قالت : اكتبها على الديوان فكتبتها ومن ثم حملت الديوان وولت هاربة وهي تقول :
*سويتلك (فنجان) قهوة وتغزلت بيه هيج ..
اذا اشربه وياك شتسوي* ...!؟؟