الشخصيات المضطربة (4) ( الشخصية الهستيرية )

الشخصيات المضطربة (4) ( الشخصية الهستيرية )

التعامل مع هذه الشخصية يسبب إزعاجاً وحيرة وتوتراً وضيقاً ، وإذا كان الإنسان مضطراً للتعايش معها فإنه يصاب بالإحباط واليأس ويستولي عليه النفور ، فهي صارخة متقلبة واعية وغير واعية بسلوكها الذي يسبب غيظ الآخرين وحنقهم وحيرتهم .
فهي لا تبالي بمشاعر الآخرين واحتياجاتهم ، وإنما يهمها ذاتها وراحتها وتحقيق رغباتها وتكاد تقترب من الشخصية السيكوباتية في تجاهلها وإسقاطها للآخرين بل وإلحاق الضرر بهم من أجل مصلحتها .
تتسم بالأنانية الغير محدودة ، ولكنها إذا أعطت فذلك يكون مرهون بقضاء مصلحة أو حباً في الظهور ولذلك فهي لا بد أن تعلن عن عطائها حتى وإن كان في ذلك جرح لمن أعطت ، فهي قد تتنكر لصديق محتاج أو فقير أو مريض في أشد الحاجة لمساعدتها ولكنها لا تبالي ، ولكنها في نفس الوقت قد تتبرع بمبلغ مالي كبير في مكان عام حتى يقال عنها بأنها كريمة ..

من سماتها الأساسية محاولة لفت الأنظار في أي مكان وفي أي وقت ن وهي لا يمكن أن تتواضع أو تخجل أو تقف في الصف الثاني أو تنكر جهدها أو تقدم غيرها على نفسها أو تصمت أو تتبسط في مظهرها .. فهي دائماً ما تسعى إلى أن تكون في الصف الأول وخصوصاً في دائرة الضوء وهدفها أن تكون محط كل الأنظار وليس بعضها وغالباً ما يكون ذلك في طريقة ونوعية ملابسها إضافة إلى إطلاقها للضحكات الرنانة والمقرونة بالتحدث بصوت عالي ..
حماسها لكل شيء جديد لا حدود له وسرعان ما يفتر هذا الحماس ويتبخر نهائياً وربما تتبنى موقفاً مضاداً لنفس الشيء الذي تحمست له في البداية .
وهي تحب بكل قوة وتدافع عن حبها ولكن سرعان ما ينقلب ذلك إلى ملل وفتور ، وينطبق ذلك على أسلوبها في الصداقة ، لذلك ليس لها حبيب ولا صديق ، حتى أقرب الناس إليها يبتعدون عنها ، لأنها متقلبة ولا يمكن الاعتماد عليها أو الوثوق بها ، فهي تكذب باستمرار فالكذب سمة من أهم سماتها ، والنميمة كذباً أو صدقاً من أهم قسماتها فحديثها عن الآخرين لا يحمل بين طياته أي خير فهي تحرص على تفتيش عيوبهم وإشاعة الأخبار السيئة عنهم ولا تبالي إن تسبب ذلك في الإضرار بصديق أو قريب وتتلذذ بالضيق الذي يحل بالآخرين ..

وإذا تعرضت لضغوط أو هجوم أو إذا أهملها وتجاهلها من حولها فإنها تهدد بالانتحار وهي لعبة مكشوفة لمن يعرفونها عن قرب لأنها تكررها دائماً وتقدم عليها بالفعل ولكن بوسائل لا تؤدي إلى الموت ولا بد من القيام بمظاهر مسرحية قبل محاولة الانتحار فتصرخ وتجري ناحية الشباك أو تحدث جروحاً برسغها أو تكتب خطاباً تضعه في مكان ظاهر وذلك قبل المحاولة بوقت كافي ، أو تبتلع أقراص من الأسبرين أو الفيتامينات .. أي لا بد أن تقول لمن حولها انها ستنتحر ، وتضع شروطاً لكي تقلع عن المحاولة ..

وهي حادة المزاج تنفجر غضباً لأسباب واهية ، وتتفوه بأقذع الألفاظ وتندفع في معاداتها وعنادها ، تصرخ وتشد شعرها وتمزق ملابسها وتقذف بأي شيء ثمين أمامها ، وطلباتها لا تنتهي ولا شيء يرضيها ، وقابليتها للإيحاء سريعة ولكن هذا التأثير مؤقت وسرعان ما يزول ، وشخصيتها قابلة للتفكك ومن السهل أن تصاب بأعراض جسدية تحت تأثير الإيحاء ، ومن فرط حبها لنفسها فإنها تصاب بأعراض فعلية كالصداع وغيره .

ومع الضغط الاجتماعي الشديد وتضييق الخناق عليها فإنها تصاب بالتفكك الكامل وتنتابها أعراض مرض الهستيريا ، فتصاب بالإغماء أو التشنج أو فقدان مؤقت لإحدى الحواس كالسمع أو البصر أو تصاب بشلل مؤقت في أحد أطرافها أو قد تفقد النطق ..

والأعراض الهستيرية المرضية التي تصيب الشخصية الهستيرية قد تأتي في صورة درامية مثيرة كفقدان الذاكرة أو الشرود بعيداً بلا هدف وبتوجيه من العقل الباطن ، أو المشي والكلام أثناء النوم ...

( في بيتنا مريض نفسي ) د. عادل صادق ، الدار العربية للموسوعات ، بيروت / 1990م

شكراً أختي نووور لمرورك الكريم..

شكرا حيااتي وغروووب لمروركم الكريم

» الشخصيات المضطربة (6 ) ( الشخصية الحدية )
» الشخصيات المضطربة ( 3 ) ( الشخصية السيكوباتية )
» الشخصيات المضطربة ( 2 ) ( الشخصية القهريه )
» الشخصيات المضطربة ( 1 ) ( الشخصية الانطوائية )
» الشخصيات المضطربة (5) ( الشخصية الشبه الفصامية )