نووور المدير العام
* : المديرة العامة للمنتدى عدد المساهمات : 14773 نقاط : 20608 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS : آعِدٌك حبيِبٌي
أِن َأِهبكَ آلِنبضَُ ِوُ آِلأضِلآُع
وأنِ ُأصَوِن َمِشاٌعرَيِ لَـِك ٌأنَت فقُط َ
وٌ َتكِوَنَ عَشق ِقلَبيْ آلوحٌيِيدْ
لأِبُقى دَوِماً ٌفيَ ِحضٌن َقِلبٌك
فِـ ـآصِبحٌ َلك وَطِن , وِعمٌرآ َتِعٌيَشٌِه
~ْْ{لملم شتاتي المبعثرة }ْْ~
~وأحفضني في عيينيك ّوبين جفونك ~
((أبعدني بناظريك
عن كل الناس ))
بين الحين والحين
أستعيدني ثانية وألثم ثغري
{حذراي مني أطبق جفونك ثانية}
ودعني أنام بين هدبيك
{فأني أعلنت أحتلال عينيك}
نووور
| موضوع: حقيقة الأنس بالله الثلاثاء مايو 22, 2012 5:55 am | |
| معنى الأنس بالله ؟ وكيف أحققه ؟ فهل إذا جلست وقت السحر أو في غيره أناجي الله سبحانه وتعالى بدون رفع اليدين ، وأكلمه سبحانه بلغتي كما أتكلم مع الناس ، ولكن بخضوع وخشوع ، وأشكو له سبحانه همي وحزني ، حتى إني أكلمه ما فعلت في اليوم الذي مضى وهو أعلم ، فهل كل هذا جائز ، وهل هذا هو الأنس ؟ [/size] الجواب :
الحمد لله [/center]
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
"
ومن علامات صحة القلب : أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا
يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر"
انتهى من " إغاثة اللهفان " ( ص 72 ) .
فالأنس بالله تعالى حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن ، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام .
قال
أحد السلف : " مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما
فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى
لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته ".
انتهى من " إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك " لعبد الكريم الحميد (1/168) .
وكما
أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه ،
فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأنس به ، بل
لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به ومحبتهم له ، فإن اللذة تتبع
الشعور والمحبة ، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان التذاذه
بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم .
فالأنس
بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال عنه النبي عليه الصلاة
والسلام في الحديث الصحيح : ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ،
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
أخرجه البخاري (50) ، ومسلم (5) .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعليقا على الحديث والأثر :
" فهذان مقامان :
أحدهما : الإخلاص ، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه .
الثاني : أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه ، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان" .
انتهى من " استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس".
يشير ابن رجب رحمه الله بكلامه هذا إلى منزلة المراقبة ، ومقام المشاهدة أو المعاينة كما يسميه بعض أهل العلم .
فـ"
المشاهدة " ناتجة عن معاينة آثار أسمائه وصفاته تعالى في الكون ، بحيث
يترتب عن ذلك تنور القلب وتعلقه بالرب ، وهذه المنزلة هي التي قال عنها
النبي عليه الصلاة والسلام : ( أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ )
فهي رؤية حُكْمية .
أما
" المراقبة " فهي العلم واليقين باطلاع الحق سبحانه على ظاهر العبد وباطنه
، وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : ( فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ
فَإِنَّهُ يَرَاكَ ) .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعد كلامه السابق :
" يتولد عن هذين المقامين : الأنس بالله ، والخلوة لمناجاته وذكره ، واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم " .
انتهى من " استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس "
فمنزلة المراقبة إذا تحققت في العبد حصل له الأنس بالله تعالى .
ووجه ذلك أنه إذا حصلت المراقبة يحصل القرب من الرب سبحانه ، والقرب منه جل وعلا يوجب الأنس .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
" والقرب يوجب الأنس والهيبة والمحبة " . انتهى من " مدارج السالكين "(2/382) .
ويقول كذلك رحمه الله :
"
وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب ، فكلما كان القلب من ربه أقرب كان
أنسه به أقوى ، وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد " .
انتهى من " مدارج السالكين " (3 / 95) .
وإذا
ارتقى العبد إلى تحقيق مقام المشاهدة والمعاينة لآثار أسمائه وصفاته في
الكون بحيث يتنور قلبه حصل الأنس ، ووجهه أن منشأ الأنس بالله تعالى ومبدؤه
التعبد بمقتضى أسمائه تعالى وصفاته بعد التفهم لمعانيها .
قال ابن القيم رحمه الله تعالى :
"
هذا الأنس المذكور مبدؤه الكشف عن أسماء الصفات التي يحصل عنها الأنس
ويتعلق بها ، كاسم الجميل ، والبر ، واللطيف ، والودود ، والحليم ، والرحيم
، ونحوها "
انتهى من " مدارج السالكين " (2/419) .
وزيادة في الإيضاح نقول : أن التفهم لمعاني الأسماء والصفات يحمل العبد على معاملة ربه بالمحبة والرجاء وغيرهما من أعمال القلوب .
قال الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله :
"
فهم معاني أسماء الله تعالى وسيلة إلى معاملته بثمراتها من : الخوف ،
والرجاء ، والمهابة ، والمحبة ، والتوكل ، وغير ذلك من ثمرات معرفة الصفات "
.
انتهى من " شجرة المعارف والأحوال " .
والعبد إذا ارتقى بالعلم النافع والعمل الصالح إلى مقام الإحسان واستقرت قدمه فيه أنس بالله تعالى والتذ بطاعته وذكره .
قال العلامة السعدي رحمه الله ، مقررا ذلك في منظومته ، واصفا أهل السير إلى الله والدار الآخرة :
" عبدوا الإله على اعتقاد حضوره **** فتبوؤوا في منزل الإحسان " .
ثم قال شارحا رحمه الله :
"
وهذه المنزلة من أعظم المنازل وأجلها ، ولكنها تحتاج إلى تدريج للنفوس
شيئا فشيئا ، ولا يزال العبد يعودها نفسه حتى تنجذب إليها وتعتادها ، فيعيش
العبد قرير العين بربه ، فرحا مسرورا بقربه " .
ولذا
فإن الأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات ، كما
قال ابن القيم رحمه الله : " فكل طائع مستأنس ، وكل عاص مستوحش" .
انتهى من " مدارج السالكين " (2/406 ) .
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
"
إنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة ؛ لأن المخالفة توجب الوحشة ، والموافقة
مبسطة المستأنسين ، فيا لذة عيش المستأنسين ، ويا خسارة المستوحشين " انتهى
من " صيد الخاطر " (ص 213 ) .
قيل للعابد الرباني وهيب بن الورد رحمه الله : " هل يجد طعم العبادة من يعصيه ؟ قال : لا ، ولا من يهم بالمعصية " .
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :
" من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية " . انتهى
ولأجل
ذلك كان السلف الصالح الكرام ، والأئمة الأعلام يتشوقون إلى فعل الطاعات ،
ويحرصون على تقديم القربات لرب الأرض والسماوات ، ولا يسأمون من العبادات
لأنسهم برب البريات .
قال الوليد بن مسلم : " رأيت الأوزاعي يثبت في مصلاه يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس " .
وهذا
أبو عائشة الإمام التابعي مسروق بن الأجدع كان يصلي حتى تتورم قدماه ،
قالت زوجته : " فربما جلست أبكي مما أراه يصنع بنفسه ، ولما حضرته الوفاة
قال : ما آسى على شيء إلا على السجود لله تعالى " .
فاحرص
على بلوغ منزلة الإحسان وفق العلم الأثري والهدي النبوي حتى ترزق الأنس
عند الطاعات ، ولا تستوحش إذا خلوت بذكر رب الأرض والسماوات ، فليس العجب
ممن لم يأنس بالله ولم يرزق التوفيق ، وإنما العجب ممن أدرك ذلك وانحرف عنه
إلى بنيات الطريق "
انتهى جميع المادة السابقة منقولة باختصار يسير من كتاب " فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب " للشيخ محمد نصر الدين عويضة.
والله أعلم. [/center][/size] | |
|
روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19681 نقاط : 50434 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: حقيقة الأنس بالله الثلاثاء مايو 22, 2012 12:27 pm | |
| | |
|
غروووب المدير العام
* : ♥حنيـن اليـاسمين♥ عدد المساهمات : 33700 نقاط : 62324 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 MMS + SMS :
| موضوع: رد: حقيقة الأنس بالله الثلاثاء مايو 22, 2012 5:44 pm | |
| | |
|
نووور المدير العام
* : المديرة العامة للمنتدى عدد المساهمات : 14773 نقاط : 20608 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS : آعِدٌك حبيِبٌي
أِن َأِهبكَ آلِنبضَُ ِوُ آِلأضِلآُع
وأنِ ُأصَوِن َمِشاٌعرَيِ لَـِك ٌأنَت فقُط َ
وٌ َتكِوَنَ عَشق ِقلَبيْ آلوحٌيِيدْ
لأِبُقى دَوِماً ٌفيَ ِحضٌن َقِلبٌك
فِـ ـآصِبحٌ َلك وَطِن , وِعمٌرآ َتِعٌيَشٌِه
~ْْ{لملم شتاتي المبعثرة }ْْ~
~وأحفضني في عيينيك ّوبين جفونك ~
((أبعدني بناظريك
عن كل الناس ))
بين الحين والحين
أستعيدني ثانية وألثم ثغري
{حذراي مني أطبق جفونك ثانية}
ودعني أنام بين هدبيك
{فأني أعلنت أحتلال عينيك}
نووور
| |
نووور المدير العام
* : المديرة العامة للمنتدى عدد المساهمات : 14773 نقاط : 20608 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS : آعِدٌك حبيِبٌي
أِن َأِهبكَ آلِنبضَُ ِوُ آِلأضِلآُع
وأنِ ُأصَوِن َمِشاٌعرَيِ لَـِك ٌأنَت فقُط َ
وٌ َتكِوَنَ عَشق ِقلَبيْ آلوحٌيِيدْ
لأِبُقى دَوِماً ٌفيَ ِحضٌن َقِلبٌك
فِـ ـآصِبحٌ َلك وَطِن , وِعمٌرآ َتِعٌيَشٌِه
~ْْ{لملم شتاتي المبعثرة }ْْ~
~وأحفضني في عيينيك ّوبين جفونك ~
((أبعدني بناظريك
عن كل الناس ))
بين الحين والحين
أستعيدني ثانية وألثم ثغري
{حذراي مني أطبق جفونك ثانية}
ودعني أنام بين هدبيك
{فأني أعلنت أحتلال عينيك}
نووور
| |
حياتي المدير العام
* : المديرة العامة عدد المساهمات : 20676 نقاط : 37322 تاريخ التسجيل : 05/08/2012 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: حقيقة الأنس بالله الجمعة فبراير 28, 2014 12:20 pm | |
| | |
|