روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19681 نقاط : 50434 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الجمعة يونيو 15, 2012 1:40 am | |
| العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير
ابراهيم كشت - لئن كان استخدام لفظ العصبيّة للدلالة على سرعة الانفعال والتأثّر وحدّة المزاج، هو استخدام (مُحْدَثٌ)، فإن الجذور اللغوية للكلمات كثيراً ما تشير الى معانيها العميقة، فإذا بَحثْتَ عن أصل معنى كلمة (عَصَبَ) في معاجم اللغة وجدّتها تقول : (عصَبَ الشيء عَصْباً : شَدَّه، وعَصَبَ الناقة شدَّ فخذيها لتُدرَّ، وعصّب : شدَّ بالعصابة ) فكأنَّ معنى العصبية مشتق من الشدَّ. وتلك فعلاً هي حقيقة ذوي المزاج الحادِّ العصبي المتوتر، فأوتار نفوسهم مشدودة دائماً بين طرفين، الطرف الأول هو المُنبِّه الخارجي، والطرف الثاني هو ما يرغبون بتحقيقه أو ما يتصورون أنه يجب أن يكون، وعملية الشدِّ هذه تنجم عنها حالة توتر، وهل يولد التوتر الا عن شدَّ الشيء من اتجاهين؟ ألا يقول علم الفيزياء في معنى التوتر أنه (الحالة الانفعالية لجسم مشدودٍ من طرفيه). وهذا الانفعال والتوتر، أي هذه العصبية، تتطلب إحداث التّوافق والتكيُّف لدى من تعتريه، فيلجأ العصبيون لإحداث هذا التوافق والتكيّف وخفض التوتر الى الصراخ والغضب والهياج والحركات الرعناء والتهجُّم. ولكي تلاحظ سلوك العصبيين وترقبه وتحلل أبعاده وأعماقه، ما عليك الاّ أن تنظر حولك، ولن تُضْطَّرَ إلى بذل الجهد العسير لتعثر على شخص عصبيٍّ، في بيتك أو عملك أو بين جيرانك أو في الشارع، واحد من هؤلاء الذين يثورون لأتفه سبب، فيبدأون بالصراخ، مقترناً بحركات أيديهم المتخبِّطة، وأوتار أعضاء جسدهم المشدودة، وتعبيرات وجوههم التي تَنُمُّ عن التّشنج والتَّصلب، وألفاظهم القاسية التي تنحدر من شفاههم المتوتّرة كأنها حِممٌ بركانية، وكل هيئتهم تَشيْ بالعدوان والتَّحفُّز للقتال، وتشير الى استعدادهم لاتخاذ قرارات رعناء آنية، ربما كانت مصيرية، هَدمت أسرة، أو آذت أطفالاً، وأثّرت في مصير شخص، أو ترتبت عليها منازعات امتدت لسنوات. وفي تتبعك لسلوك العصبيين ومحاولة فهمه كما جاء أعلاه، سوف تخرج بملاحظات عدة، أولها أن (الاستجابة) لديهم تكون دائماً أكبر من (المُثير) بكثير، أي أن ردَّة الفعل تفوق حجم الوقائع، فالحدث الصغير الذي قد لا يحرك ساكناً لدى شخص هادىء، يثير حفيظة العصبيِّ، فتجده قد بدأ بتضخيمه وتحميله ما لا يحتمل، وتقليبه من عدة جوانب، حتى يصوِّره لنفسه ولسواه بأنه حدث جلل يستدعي منه الثورة والفورة والرعونة والهياج. والملاحظة الثانية أن العصبيَّ يعيش لحظة الهياج التي طغت عليه بكل مشاعره وبكل إدراكه وفهمه وتفكيره، فهو في حالته تلك ينظر الى الأشخاص، والأحداث، والوقائع، والى الماضي والحاضر والمستقبل، نظرة سوداء، مُنطَلِقَةً من اللحظة الآنية التي يعيشها، وهذا ما يُفقِدُهُ المنطق، ويجعله يتصوَّرُ أن حلّ المشكلة لا يكون إلاّ بالبتر والقطع، فيُقدم على قرارات آنيّة تؤذيه وتلحق الضرر بمن حوله، فإن لم يتخذ قراراً فقد آذى الناس بالصراخ والصخب والاتهام والتحريج والتهديد، أو بمجرَّد التبرُّم والتجهّم، والأنفاس المتلاحقة، وملامح الوجه المشدودة، وعروق العنق المتيبِّسة، وحركات الشفاه المرتعشة، التي تؤذي الآخر ربما أكثر مما يؤذيه الكلام والصراخ. وإذا أنت أَمعنْتَ النّظر وتأمّلتَ على نحو أعمق، لاحظت أيضاً أن العصبية نمطٌ متقدمٌ من العدوان، وهو عدوان يعود الى أصول الإنسان أيام حياة الغاب، أيام المناقير والأظافر والأنياب، حين كان الإنسان الأول يشعر بالخطر يتهدده من حيوان مفترس مثلاً، فتفرز غُددهُ مادة الأدرينالين، التي تجعله في موقف الهجوم أو الهروب، وذلك هو حال العصبيين اليوم، فإذا احسّوا بما يتهدد كيانهم المعنوي، أو يمس حساسيتهم المبالغ بها نحو كرامتهم وقيمة ذواتهم ورغباتهم، أَفرزَتْ غُددهم تلك المادة التي تجعلُهم في تَحفُّز للهجوم وفي هياجٍ واضطراب وعدوان. ترقّب وانتبه أيضاً لسلوك العصبيين وهم في حالة التوتر والفوران، وستلمس حجم الكُره الذي يعتريهم ويصبغ كلماتهم وملامح وجوههم وحركات جوارحهم ونبرة أصواتهم، وهو ليس كرهاً لمن تَنْصَبُّ عليه تعبيراتهم العصبية وحسب، بل كرهٌ للحياة والناس والأحداث والأفكار كذلك، فكأنما العصبيّة والكرهُ صُنوان، وكأنما المحبة نقيض لهما معاً. ولا تقترن اللحظات العصبية بمشاعر الكره وحسب، بل تمتزج أيضاً بموجة طاغية من الشك، والتشاؤم، واستحضار أحداثِ وخبراتِ الماضي المؤلمة التي تكون منسيّة في حالة الهدوء والصفاء. وأهم مثالب العصبية، أنها تقطع خطوط الاتصال السليم بين البشر، فالعصبيُّ في حالته المتوترة الهائجة، يرسل ولا يستقبل، ينظر الى الآخر كخصم مُجرَّدٍ من حق التفكير والاعتقاد والتعبير والردِّ والتصرف، فلا يكون ثمة مجال لحوار أو لتبادل الرأي. ولو راجع المرءُ سجلَّ تجاربه سواء مع نفسه، أو مع سواه ممن حوله، سيكتشف أنّ معظم ما عرف من الصراعات، والقرارات الخاطئة، والتجنّي، و(خراب البيوت)، والتنازع بين الناس، بل وجرائم القتل والايذاء، ناجمة عن لحظات عصبية، وقرارات كانت تحتاج الى سكينة وروية. وللعصبيين الهائجين دائماً حجة يدافعون بها عن ذواتهم أمام أنفسهم وأمام الناس، حيث يدّعون بطيبة قلوبهم رغم عصبيتهم، بدليل الندم الذي يعتريهم بعد لحظات الهياج والفورة، وقد صدّقَ الناس هذا الادعاء لكثرة تكراره، حتى ربطوا بين العصبية وطيبة القلب.. مع أن طيبة القلب مدعاة للسكينة والطمأنينة، وليس للعصبية والصراخ والرعونة في القول والمواقف والقرارات علاقة بالطيبة، فالعصبيّة في ثورتها تقترن بالكره والشَّك والتّشاؤم والهجوم والإيذاء المعنوي أو المادي، فأي طيبة قلب هذه؟ وربما كان أهم ما يمكن أن نقوم به لننأى بأنفسنا عن اللحظات العصبيّة وتداعياتها، او لنعلّم الأبناء البعد عنها، هو النظر الى السلوك العصبي على حقيقته، فهو عدوان وكره وسلبية، وسبب في المصائب والصراعات والقرارات المتجنّية الخاطئة، ويفيدنا أيضاً النظر الى التعبيرات المتوترة العصبية على أنها سلوك ممجوج غليظ، ينافي الجمال والذوق الرفيع ومقتضيات المحبة والتسامح التي تستدعي السكينة والهدوء والرويّة، وينفعنا أيضاً أن نقتنع بأن العصبيّ وإنْ كان يحقق نتائج آنية تُواتيهِ أحياناً نتيجة الصراخ والتهديد، فإن سلوكه المشين لا يأتي على المدى الأطول الاّ بالكراهية وتكرار الخطأ، وان معظم العصبيين يخفون خلف صوتهم العالي وحركاتهم المضطربه نفساً خائرة ضعيفة، ولو كانت نفساً واثقة مطمئنة، لكانت أكثر هدوءاً واتزاناً ورصانة وثباتاً وحكمة. فإذا لم تُجْدِ هذه القناعات في إبعاد المرء عن السلوك العصبي، وتوجيهه الى الهدوء والاتزان، فالأجدى هو مراجعة الطبيب والعلاج بالأدوية، لأن ذلك أفضل وأقل كلفة من عواقب العصبية على ذات الشخص وعلى الآخرين.
| |
|
غروووب المدير العام
* : ♥حنيـن اليـاسمين♥ عدد المساهمات : 33700 نقاط : 62324 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 MMS + SMS :
| موضوع: رد: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الجمعة يونيو 15, 2012 4:46 am | |
| | |
|
نووور المدير العام
* : المديرة العامة للمنتدى عدد المساهمات : 14773 نقاط : 20608 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS : آعِدٌك حبيِبٌي
أِن َأِهبكَ آلِنبضَُ ِوُ آِلأضِلآُع
وأنِ ُأصَوِن َمِشاٌعرَيِ لَـِك ٌأنَت فقُط َ
وٌ َتكِوَنَ عَشق ِقلَبيْ آلوحٌيِيدْ
لأِبُقى دَوِماً ٌفيَ ِحضٌن َقِلبٌك
فِـ ـآصِبحٌ َلك وَطِن , وِعمٌرآ َتِعٌيَشٌِه
~ْْ{لملم شتاتي المبعثرة }ْْ~
~وأحفضني في عيينيك ّوبين جفونك ~
((أبعدني بناظريك
عن كل الناس ))
بين الحين والحين
أستعيدني ثانية وألثم ثغري
{حذراي مني أطبق جفونك ثانية}
ودعني أنام بين هدبيك
{فأني أعلنت أحتلال عينيك}
نووور
| موضوع: رد: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الجمعة يونيو 15, 2012 5:35 am | |
| | |
|
روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19681 نقاط : 50434 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الجمعة يونيو 15, 2012 9:56 pm | |
| شكراً أختي غروووب وأختي نووور لمروركم الكريم.. | |
|
حياتي المدير العام
* : المديرة العامة عدد المساهمات : 20676 نقاط : 37322 تاريخ التسجيل : 05/08/2012 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الإثنين ديسمبر 03, 2012 2:08 am | |
| | |
|
روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19681 نقاط : 50434 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: العصبية وشدة التوتر: إستجابة تفوق حجم المثير الإثنين يونيو 18, 2018 6:18 am | |
| شكرا حيااتي لمرورك الكريم | |
|