تعايش مع القلق .. بسلام

تعايش مع القلق .. بسلام

نقلق , لاننا نخاف من الغد أو نندم على الماضي ,وما بينهما تتسع المساحات المكبوتة في دواخلنا ,فلا نعلم ان كان ما يقلقنا في حدوده الطبيعية أم تجاوزها بدرجات.
خبراء الصحة النفسية ,رسموا الحدود بين القلق المعقول والقلق المرضي,ففي الحالة الأولى رفعوا شعار «لا تقلق»لان هذه المشاعر تشكل صمام الأمان بوجود خطر ما يهدد الانسان وضرورة تجنبه من خلال ردود فعل محددة .
واهتم عالم النفس فرويد بالقلق معتبرا اياه مصدر جميع الامراض النفسية ؛ فاذا ساد القلق واقع الناس صدمتهم الحياة رغم كل ضوضاء التكنولوجيا وكل شيء جديد ؛واذا امتد الى دروب النفس وخيم عليها اسودت الطريق في عيون الناس واضحوا أسرى الحيرة والضياع.
ويقول خالد عبد الله الذي انهى الثانوية قبل أشهر ان القلق لازمه لثلاثة اشهر, واصبح لا يعرف طعم النوم وعندما نجح في امتحان الثانوية العامة فرح قليلا لكنه ما لبث ان عاد اليه قلق من نوع جديد, حيث اخذ يفكر كيف سيدخل الى الجامعة وكيف سيتمكن من الحصول على مقعد في الكلية التي يريدها وبقي اسير مشاعره حتى اعلنت نتائج القبول.
ويكمل «ومن قلق الى قلق فلم أحظ بالتخصص الذي سعيت اليه وبدات افكر في كيفية تحقيق الانسجام مع التخصص الجديد وها انا أحاول جاهدا لكي اصل الى حالة الانسجام التي قد تاتي وقد لا تاتي !!
وتقلق الحاجة أم سليم لأسباب أخرى كما تقول «فلان الحياة تغيرت وفقدت بساطة أيام زمان واصبحت لا تطاق ففيها غلاء وعنوسة عند البنات والشباب وقل التزاور بين الناس وارتفعت نسبة الحسد والنفاق وكل ذلك يجعل الناس في حالة قلق دائم ..وتتنهد حائرة وتقول «سقى الله ايام زمان « كنا نعيش في راحة وهدوء بال رغم ضيق الحال وغياب تكنولوجيا اليوم.
ويذهب استاذ جامعي في جامعة خاصة الى ان القلق يلازمه مع نهاية كل عام لان عقده ينتهي وبحاجة لان يجدده ويقول «أقع تحت رحمة المال حتى يتم تجديد العقد ولك أن تتصور كم من الالم والشعور بالقلق ينتابك وانت في مثل هذه الاحوال.
ويشير الدكتور علي كمال ان الصفة الغالبة في صاحب الشخصية القلقة هي الشعور بعدم الارتياح وتوقع الخطر من مصدر ما غير واضح وقد يكون المصدر واضحا غير ان رد الفعل اكثر شدة واقلاقا للفرد مما يقتضيه الوضع المثير للقلق ولهذا فصاحب الشخصية القلقة في حالة استعداد وتحفز دائمة توقعا للخطر وتأهبا لملاقاته وتجنبا له وهو يخشى القيام باي عمل يتطلب تحمل المسؤوليه خشية العواقب المقلقة التي يتوقعها.
ويبين الحدود بين قلق طبيعي وآخر مرضي قائلا ان بعض خصائص الشخصية القلقة متوفرة في معظم الناس في حدود طبيعية . وان بعض الشعور بالقلق ضرورة حياتية اقتضتها علاقة الفرد مع المحيط والمجتمع ,لتمكنه من الحذر والتهيؤ للدفاع عن النفس, اما اذا زاد تحسس الفرد بالقلق سواء جاء ذلك من الداخل او بسبب عوامل من الارهاق الخارجي فان ذلك قد يؤدي الى تهيئة الفرد للاصابة بمرض القلق النفسي اوغيرة من الامراض المشابهة للقلق في طبيعتها .
ولا شك الحياة اضحت فعلا صعبة في ظروفها ومعقدة في كثير من اركانها وقاتمة في جوانب متعددة لكن لا بد ان يكون لدى الانسان مهما اصابه وهن وضعف ويأس ان يبقى متفائلا يقاوم القلق بالاطمئنان والمحبة والطموح؛ فذلك يخفف من سطوة الحياة ودروبها الوعرة وينعش النفس ويزيدها اصرارا على التحدي والتقدم الى الامام بكل بثقة واقتدار .

شكراً أختي غروووب لمرورك الكريم..

شكراً أختي نووور لمرورك الكريم..

شكرا حيااتي لمرورك الكريم