مرمى نفايات "ساهر" يحمل في أحشائه كاميرات

تصميم مرمى نفايات على جانب الطريق يحمل في أحشائه كاميرات "ساهر" لم
يجد قبولاً من السائقين، وفسّره كثيرون على أنه "حركة استفزاز"، وخداع،
وتضليل، بل أكثر من ذلك كسب مادي "عيني عينك" على حساب المواطن.

بينما يرى آخرون أنه تجاوز للشعارات التي رفعها النظام من تقليل نسبة
الحوادث لحماية الأرواح والممتلكات، وهو ما قد يفقده المصداقية، ويتطلب
التدخل لتقنين تلك الممارسات التجارية الرخيصة.

وقال د. نايف سلطان الشريف، أستاذ القانون التجاري بجامعة الملك عبدالعزيز،
لـ"الرياض": "إن عملية إخفاء كاميرات الرصد من قبل الشركة المنفذة في بعض
الأماكن السرية، مثل حاويات النفايات أو في مركبات عادية أو بين الأشجار
يعد نوعاً من الخداع الذي لا يقرّه الشرع، وسلوكيات لا تتلاءم مع النمط
الحضاري لشعب يمتلك الكثير من القيم الأصيلة".

وأضاف: "النظام حينما تم تطبيقه لم
يخضع لأي بند من البنود الشرعية، فكان الأحرى أن يخضع للعديد من الدراسات
والمداولات من قبل الجهات التنظيمية حتى يجد المصادقة الرسمية".

وأشار إلى أن منح الشركة امتياز التشغيل يثير أكثر من علامة استفهام، وأن
الإنذار بالعقاب قبل وقوعه واجب وفيه إقامة للحجة وقطعاً للغدر.

ومن هذا المنطلق فإن من مبادئ العدالة ضبط جميع المخالفات المرورية دون
التركيز على مخالفة السرعة وحسب، وأن يكون الهدف الأكبر من هذا النظام
وحماية الأرواح، ووضع الكاميرات في أماكن بارزة مع وجود لوحات تحذيرية
واضحة بجانبها، مع تحسين البنية التحتية للطرق.

وأوضح الشيخ عبدالله العثيم أن وضع الكاميرات في أماكن لا تصيدها العيون هو
خداع وترصُد، مشيراً إلى أن الغرامة المرصودة لمثل هذه المخالفات تبلغ 300
ريال، ثم تتصاعد خلال شهر لتصل إلى 500 ريال، وهذه فيها إجحاف كبير، وخطأ
أكبر.

واقترح أن تكون الغرامة في المرة الأولى 100 ريال، وتتصاعد مع مرور الزمن إلى 200 ريال، ثم إلى 300 ريال.

وقال: "إن الرسائل لا تصل إلى المخالفين بصورة فورية، فتتضاعف من جرائها
الغرامة"، مؤكداً أن هذا النظام برمته يعتبر أداة لجلب الأموال من جيوب
المواطنين.

جمع الأموال

ويرى اللواء عيسى بن صالح الزهراني
أن هذه الكاميرات ما هي إلا نوع من أدوات الغش السريع؛ لجلب أكبر قدر من
الأموال، لاسيما أن وجودها في أماكن خفية مثل حاوية النفايات، وأسفل
الكباري وفي مناطق لا تراها العيون.

ويؤكد تماماً أن الغرض الأساسي لهذا النظام هو جمع الأموال، مشيراً إلى أن
هذا الاستنتاج يمكن أن يكذبه القائمون على النظام عملياً، من خلال وضع
الكاميرات في أماكن واضحة ويتمكن السائق من رؤيتها، والتنويه عنها باللوحات
الكافية.

واستهجن م. إبراهيم السلمي مرمى نفايات "ساهر" في ضبط مخالفي السرعة على
الطرقات، مشيراً إلى أن هذا سلوك لا يليق بشركة، أو نظام، أو مسؤولين همهم
فعلاً حماية الأرواح والممتلكات، داعياً إلى التعامل بمصداقية مع السائق،
وتوعيته، والشراكة معه لتحقيق السلامة للجميع.

غروووب

مرمى نفايات "ساهر" يحمل في أحشائه كاميرات 368661_1308669767

روميو

» نفايات الخدمة الصحية
» "نفايات الفضاء" خطر يهدد وجوده كلياً
» "ساهر الليل" يشعل الجدل بين الكويتيين والعراقيين
» "الآيفون" يثير جدلاً في مسلسل "ساهر الليل"
» الإمارات تحذّر من برامج جوّال ترصد كاميرات المرور