خير جليس في الزمان الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين أما بعد :
قال تعالى : { يا يحيى خذ الكتاب بقوة } وقال تعالى : { ذلك الكتاب لاريب فيه } .
يــاذكيـــاً والــــذكاء جلـــبابـه وتقــياً حســنـت آدابــه
قم وصاحب من هم أصحابه لا تقل قد ذهبت أربابه
" خير جليس في الزمان الكتاب "
إن الكتاب الذي ظُلم من قٍبل كثير من الناس ، هو وسيلة للقراءة والتعلم ، فميزة هذا الكتاب أنه خير جليس في الزمان سواءاً ماضياً او حاضراً في شدةً او رخاءً في مكان بعيد او قريب .
ولكن ، هانحن نكتب علنا لا نظلم الكتاب ، ولا نعيد إلى ماكنا عليه مرة أخرى من مقاطعة مجحفة للكتاب .
فلماذا نقرأ ؟
سؤال أراهن بأن ليس لأحد أن قد سأل نفسه هذا السؤال .
لعلي أجيب على هذا السؤال ، ولكن بعد قول الله تعالى : { وما اوتيتم من العلم إلا قليلاً } ، فالقراءة وسيلة أساسية لزيادة العلم ، أيضاً أن القراءة هي وسيلة إيجابية ومثالية لإستثمار الوقت فيما ينفع الانسان ، لأننا كما نعلم أن المرء محاسب يوم القيامة عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ } .
وأيضاً قول الشاعر : إن الحياة دقائق وثوان **** دقات قلب المرء قال له .

ونخص بالذكر ، شبابنا الذين أصبح الفراغ هاجساً يموج في أذهانهم لا يستطيعون أن ينتفعوا بأوقاتهم ، سوى التجول هنا وهناك ، ولقاء فلان وفلان .

أيضاً من الفوائد للقراءة أنها وسيلة للتعويد على البحث ، فحينما تواجه مشكلة للإنسان بسؤال ونحوه ، قد يعجز الشخص عن حلها فإنه سوف يتجه مباشراً للقراءة .

قصص تعطي الكتاب أهميته وأحقيته فلك اعجبها :

عندما بُعث أحمد بن محمد بن سحار غلامه إلى أبي عبدالله الاعرابي صاحبه العجيب يسأله المجيء ، فقال ، عنده قوم من الاعراب فإذا قضى أتى ، ولم يرى الغلام عنده أحد إلاّ أنه رأى كتاباً بين يديه ، فلما جاء ، قال له أبو الايوب : سبحان الله تخلفت عنا وحرمتنا الأنس معك ، وقد قال لي الغلام : إنه ما راى عندك أحداً ، وقد قلت أنت معك قوم من الاعراب فإذا قضيت أتيت ، فقال له :
لنا جلساء ما نمل حديــثهم *** ألباء مأمــومون غيـباً ومشــهــداً
يفيدوننا من علمهم علم ما مضى *** وعقلاً وتأديباً ورأيــاً مسدداً
فلا فتنة تخشى ولا سوء عشرة *** ولا نتّقي منهم لــساناً ولا يداً
فإن قلت أموات فما أنت كاذبُ *** وإن قــلت أحــياء فلست مفـــنداً

وقيل لرجل ما يؤنسك ؟ فضرب على كتبه وقال : هذه ، فقيل: من الناس ، قال : الذين عليها .

" خير جليس في الزمان الكتاب " ، فلن أطيل عليكم ولكن أذكركم بقول الله تعالى : { وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً } .
فلو قرأت من الكتب ، وكتبت من القصص والمعومات ، لن تبلغ من بحر العلم شيئاً ، ولكن عليك التزود بالعلم فهو سلاح العصر .

وبعد هذا كله ، ما أجمل الكتاب ، فهو نعم الصديق ، وهو نعم الانيس ، في ساعة الوحشة ، والأجمل من ذلك حين تقرأ وتكتب في آن واحد .
فلا حياة بلا علم ، ولا علم بلا حياة

وصـلى الله وسلّم


غروب

روميووو

خير جليس في الزمان الكتاب 0812151534479Bgs

» مساحة آمنة للقاء مع خير جليس
» نغمة - إذا طال الزمان
» اصبر على حلو الزمان ومره
» *بديع الزمان النورسي*
» الكتاب المسموع لا تحزن