مما لا شك فيه أن كل إنسان في هذه الحياة يعيش بداخله صراع رهيب بين الخير و الشر، وهو الأمر الذي يشعره على الدوام في حيرة من أمره بين الانتصار لمبادئه التي تُمثل جانب الخير في حياته، أو الخضوع والإذعان للشرِّ، ويصعب في جميع الأحوال التوفيق بين كلا الحالتين نظراً لأزلية الصراع بينهما.
ومن منطلق هذه الحكمة الأزلية بثت قناة "كواترو" الإسبانية مقطعاً طريفاً يُجسد الحالة النفسية السيئة التي يعيشها حارس مرمى نادي ريال مدريد، إيكر كاسياس، بعد ملازمته لدكة البدلاء خلال مباريات فريقه الثلاث الأولى في الدوري الإسباني لكرة القدم.
ونسجت القناة الإسبانية سيناريو محكماً يدور حول صراع شيّق بين قائد نادي ريال مدريد وذاته، ويظهر فيه حامي عرين المنتخب الإسباني، وكأنه قد أصبح مصاباً بمرض انفصام في الشخصية، وبداخله أفكار ورغبات وتوجيهات متناقضة تمامًا تتصارع بداخله إلى حد يتمزق بين هذا وذاك.
وتقوم فكرة السيناريو الخيالي المثير على شخصيتين متناقضتين يعيشها حارس منتخب "لافوريا روخا" في داخله، يتقمص بالشخصية الأولى ثوب الشيطان، الذي يدعوه للتفكير بمصلحته بشكل أكبر ومغادرة الفريق؛ لأنه الحارس الأفضل في العالم، ومن غير المعقول أن يظل حبيساً لدكة البدلاء.
في حين، يظهر "كاسياس" بالشخصية الثانية بثوب الملاك، الذي ينصح "إيكر" بالمثابرة للعودة إلى الذود عن عرين النادي الملكي، والبقاء لفترة أطول رفقة "اللوس بلانكوس"؛ لأنه يحظى بثقة ومحبة مجلس إدارة النادي وجمهوره.
وبدا الحارس- الذي قاد منتخب بلاده للتتويج ببطولة كأس العالم الأخيرة- في حيرة من أمره بين البقاء في النادي الذي ترعرع فيه، وصقل موهبته قبل أن يجعل منه الحارس الأفضل في العالم، وبين الرحيل إلى أي نادٍ آخر، لكي يضمن المشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة، التي ستقام في البرازيل صيف العام المقبل.
ويبدو أنّ القرار الذي اتخذه المدير الفني الجديد لنادي ريال مدريد الإسباني، الإيطالي كارلو أنشيلوتي خلال مباراة "أثلتيك بلباو"، بإشراك الحارس دييغو لوبيز في التشكيلة الأساسية للفريق الملكي على حساب القائد إيكر كاسياس للمباراة الثالثة على التوالي، قد أصبح مادة إعلامية دسمة لوسائل الإعلام الإسبانية.
ولم يقتصر الأمر على قناة "كواترو" التي بثت مقطعاً طريفاً يُجسد الحالة النفسية السيئة التي يعيشها "كاسياس"، بل وصل الأمر إلى حد ادعاء صحيفة "ماركا" الإسبانية أنّ "أنشيلوتي" قد فضل الاعتماد على "لوبيز"؛ لأنه يُفضل الاعتماد على حراس مرمى طوال القامة.
وبرهنت الصحيفة واسعة الانتشار على صحة حديثها، بنشر تقرير عن تاريخ "أنشيلوتي" في الاعتماد على حراس مرمى لا يقل طولهم عن "190 سنتيمتر" خلال مشواره الطويل في ملاعب كرة القدم الإيطالية، أو الإنجليزية، أو حتى الفرنسية.
جدير بالذكر أن طول "دييغو لوبيز" يبلغ 196 سنتيمتراً، في حين يبلغ طول زميله "إيكر كاسياس" 185 سنتيمتراً.
