عبقرية القراءة

موضوع: عبقرية القراءة السبت نوفمبر 30, 2013 8:35 pm

يتميز الإنسان بتعددية الأبعاد التي تكوّن كيانه الكلّي. فلديه البعد العقلي ,والنفسي والجسدي, والروحي.وعندما نتعامل مع سلوكيات إنسانية فمن الخطأ أن نأخذ بعد واحد منها ونبتره عن بقية الأبعاد في منطقة أحادية الاتجاه. والقراءة ليست ببعيدة عن هذا المفهوم فعادةً ما نتعامل مع القراءة سواء في فعلها, أو الدعوة إليها وفق البعد العقلي فقط .مع أنها تمتزج و تتأثر مع كل هذه الأبعاد.وعلى ذلك علينا التركيز في العلاقة الإنسانية مع الكتاب ( الكتاب الإنسان ) وليس مع العلاقة الشيئية معه ( الكتاب الشئ ) . وعندما نتأمل في تجربة القراءة فإننا نجد أن هذه الأبعاد تتحرك بالفعل مداً وجزراً معها . فهناك التفكير أو التذكر أو الفهم في البعد العقلي ,وهناك الإحساس والشعور و الحب والكره في البعد النفسي, وهناك الحواس الخمسة و علامات الوجه الشعورية ووضعية الجسد في البعد الجسدي, وأخيراً هناك الإيمان والاقتباس من أرواح العظماء في البعد الروحي. ومن هنا تتضح شمولية القراءة المطلوبة , ومن هنا أيضاً تتضح كيفية فهم بعض خوارق القراءة عند بعض العباقرة القرّاء, وبعض العلاقات الغريبة الحنونية مع الكتاب ;إذ أولاً : يستحيل أن تحدث مثل هذه الأمور الفوق إنسانية فقط بالبعد العقلي ( أي نقرأ لنشغّل عقلنا ) فقط.
وثانياً: يستحيل من قِبل تلك العلاقة الطفيلية بين الكتاب والقارئ ; أي أن يستفيد الإنسان فقط من الكتاب وقد يؤذيه أحياناً بل أن طبيعة العلاقة التي تفسر هذه المحبة القوية هي العلاقة التكافلية بين الكتاب والقارئ إذ يعرف كلامها أنهما لا يستطيعون الاستغناء عن بعضهما وأن قوتهما في تعاونهم معاً , وهنا في منطقة التعامل فإنهم يتعاملون وفق علاقة تراحمية وليست علاقة تعاقدية مصلحية( مصلحة نفعية ) إذ نحن نعرف أن اقرأ هو أمر عقائدي و عبادي , وأن الله ذكر الكتاب والقراءة والقلم في كتابه العزيزومن, هنا نبدأ نتعامل مع الكتاب ( أنه كائن حي ) مخلوق من خلق الله , ويظهر هذا السلوك عند سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عندما يتعامل مع الجمادات فيسميها بأسماء ( مثل : ذات الفقار و الغراء ) فكيف بالكتاب الذي هو يهبك الحياة , ( الإحياء ) .
ومن هنا نعلم الفرق الذي تميّزه القراءة والمفتاح الذي تقدمه للتحول بين ( السوبر -إنسانية ) وبين ( السب -إنسانية ) .
وبعد هذا المشوار الذي قذفت فيه ما في قلبي من عواطف وما في عقلي من خواطر لا ننسى أن نربّي أولادنا على حب الكتاب وفق هذه المعايير , ووفق هذا المفهوم ( أن كتابي هو رفيقي الإنساني ).
و نستطيع أيضاً إعادة تعريف القراءة في الكتب للجميع بأنها : تجربة عميقة ذات أبعاد إنسانية بين إنسان و كتاب يسعى كلاهما إلى تكامل الآخر ) .

حياتي

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر

عبقرية القراءة 7150852011318943841

روميو

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر

عبقرية القراءة 7150852011318943841

» حكم رائعة تستحق القراءة
» تحسين مهارات القراءة عند الطفل
» اسطوانه نور البيان لتعلم الأطفال القراءة بالقرآن
» القراءة تنمي الذكاء وتصقل شخصية الأطفال
» ضوضاء الطائرات تؤثر على قدرة التلاميذ على القراءة