إن السنة في صلاة الجماعة تسوية الصفوف، بحيث يكون القدم مع القدم، والمنكب مع المنكب، والتراص في الصف فقد حث النبي صل الله عليه وسلم على اتصال الصف في الصلاة وسد الفُرَج وإقامته وتسويته في أحاديث كثيرة، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" متفق عليه.
ومنها: أنه كان يُقبِل بوجهه على الصحابة قبل أن يكبر ويقول: "تراصوا واعتدلوا" متفق عليه أيضاً. وكان يقول لهم: "سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم" رواه أحمد. ويقول لهم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، قلنا: كيف تصف الملائكة عند ربها؟ فقال يتمون الأول ويتراصون في الصف" رواه مسلم وغيره. ويقول: "أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر" رواه أحمد وغيره. ويقول: "لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" متفق عليه
وفي الصحيحين أيضًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( "أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري". )
واللفظ للبخاري وزاد: "(وكـان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه)".
وقد ورد النهي عن ترك فرجة للشيطان في حديث أنس رضي الله عنه: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "راصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف)" رواه أبو داود والنسائي. واللفظ للنسائي والحذف غنم صغارسود.
_وهناك سؤال دائما يجوب فى ذهن بعض المصلين عن وجود اعمدة فى المساجد تفصل بين الصف ؟ فالإجابة (إن حصلت صورة تفضي إلى انقطاع بعض الصفوف لوجود اسطوانات في المسجد، أو امتداد درج المنبر إلى الصف الأول والثاني كما يوجد في بعض البلاد، ولم يمكن تفادي انقطاع الصف بذلك لضيق المسجد عن المصلين، وعدم اتساعه لهم إلاّ بذلك فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، لمراعاة المصلحة في ذلك)، ولقول الله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن: 16]