بعد عن الحرم المكي ٢٥ كيلومترا من ناحية الشمال الشرقي، مسجد بحجم ارتفاع راية انتصار المسلمين في معركة حنين، وميقات للمعتمرين من بعدها تيمناً بالرسول الأمين، عندما اغتسل واعتمر للمرة الثالثة في حياته رباعية العمرات، وينال من الأسماء "الجعرانة" بكسر الجيم وتسكين العين، ومن الجغرافيا بئر اغتسل منها الرسول واعتمر، بينما من تاريخ العمارة تفاصيل قليلة تشير إلى تشييده الأول كان في القرن الثاني للهجرة، وتجديده بعدها بألف عام، في حين صورته الحالية سعودية.
كانت عمرة الرسول من مسجد الجعرانة، ودخوله سلسلة مواقيت العمرة صمام أمان ضد نسيان التاريخ له، أو يد تنتمي لمخاوف الخلط بين تقدير التاريخ الإسلامي وتقديسه أكثر مما يجب، وهو مأزق واجهته غالبية ذاكرة تاريخنا الإسلامي المكتوبة بالصخر والأثر.
يتمدد مسجد الجعرانة على قرابة ألف متر مربع، مسكون بقدرة على استيعاب 600 مصلٍّ، واللون الأبيض الملتف حول أجساد المعتمرين على مدار العام، الهامسين في قرارة أنفسهم اللهم صلِّ وسلم على من سبقنا إلى ههنا منتصراً لدينه، محرماً ومعتمراً.