أيـــــامي بيك
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 0a334143
أيـــــامي بيك
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 0a334143
أيـــــامي بيك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيـــــامي بيك

ملتقى الأحبة في ظل الكلمة الطيبة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 802650170 هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 114849878 هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 802650170

 

 هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 158366682

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 295638709

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 963964934

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 521314494

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Empty
مُساهمةموضوع: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Emptyالأحد يونيو 10, 2018 6:11 am

بُعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس كافة بشيراً ونذيراً، رحمةً للعالمين، معه القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه، ليصحّح ما فسد من العقيدة، ويُطهّر ما خبث من العادات والتقاليد، ويؤكد ما حَسُنَ منها ويقرَّه كما هو عليه.


وإنها لأمانة عظيمة ومهمة خطيرة أن يواجه رجل واحد مجموعات غارقة في الجاهلية، ويقوم فيهم منادياً بعبادة الله وحده، وإبطال الأوثان التي هي ميراث آبائهم الذين يعظّمونهم، ومَحَجّ قبائل العرب ومقصد قوافلهم، مساوياً بذلك بين الناس في الحقوق والواجبات، وأن لا فخر لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
 
إذاً، فهو يهدم كل أسس المجتمع الجاهلي الفاسدة، ومنها النظم الاجتماعية الباطلة التي تتعارض ومبدأ الأخوة التي أصلها من نفس واحدة كما قال الله عز وجل: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ 1، ومبدأ الأخوة في الإيمان والعقيدة؛ فالمجتمع العربي مبني على العصبية القبلية، والانتماء بنسب أو حلف في أضيق حدوده، أي الانتماء لقبيلة أو بيت منها، ولم يتشكل حينها الوعي القومي بالانتماء لأمة العرب إلا في حالات نادرة 2، " فقوميتها قومية ضيقة، وجنسيتها جنسية النسب، من انتمى إليها بنسب كان منها، ومن لم يمت إلي نسبها عد غريبا عنها، فلا تشمله العصبية" 3.
 
وقد واجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعاباً كثيرة في طريق دعوته، ومن تلك الصعاب مبدأ القبلية، والتي هي واقع لا مفر منه، وطبيعة لا تُمْحى، ولا سبيل غير التعامل معها بدرء مفاسدها، وتوظيفها في الخير، وإدراجها برابط أقوى وأتقى، وهو رابط الدين، حيث يلتقي الناس على مبدأ الأخوة في الله عز وجل.
 
ولأن القبلية هي نظام قائم على النسب بالدم، وبه تنتظم أنساب الناس، وتُحفظ من العبث، فلم يأت الإسلام بهدمها وإلغائها كنظام اجتماعي؛ فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقولSadمَنِ ادَّعَى أباً في الإسلام غيْر أبيه يعلمُ أنه غيْرُ أبِيه فالجَنّة عليه حَرَام) 4، ولكن الإسلام يهدم ما فيها من باطل وأسباب عداوة وقتال.
 



تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع القبيلة:


يمكن حصر الطرق التي عالج بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – القبلية في الآتي:


1-بيان بطلانها.
لأنها سبب افتخار وترفُّعٍ على الناس، وأداة عصبية وتفرقة؛ فقد حدث شجار بين الصحابة – رضوان الله عليهم – في المدينة يوماً فنادى كل فريق عشيرته وتوشحوا السيوف، فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -Sad دَعُوهَا فإنَّها مُنْتِنَةٌ) 5- يقصد القبلية-، ويقرر مبدأ المساواة بين الناس على اختلاف درجات انتمائهم الأسري والقبلي، فهو يقول لأبي ذر - رضي الله عنه – حينما عيّر رجلاَ بأمه الأعجميةSad إنك امرؤ فيك جاهلية) 6، ويذكرهم القرآن بالحقيقة العظيمة في قول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ 7.
 
وبين لهم أنّ القتل والقتال لا يكون إلا لغرض شريف راق وهو في سبيل الله وطريق الحق، فقال أيضاً – صلى الله عليه وسلم –Sadومن قاتل تخت راية عِمِّيَّةٍ؛ يغْضَبُ لعَصَبَة، أوْ يَدْعُو إلى عَصَبة، أوْ يَنْصُرُ عَصَبَة، فَقُتِل؛ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّة) 8.
 
2-التوظيف في الخير.
إن هذه التركيبة القديمة للمجتمعات المتمثلة في وحدة القبيلة رغم ما فيها من مساوئ فإنها تنطوي على خير وفائدة، تتمثل في التكافل الاجتماعي بين أفرادها، هذا إنْ حَسُنَت النيات والمقاصد، ونجد في الشريعة الإسلامية صورتان لهذا التوظيف الخيّر للقبلية:
 العَاقِلَة: لفظة تطلق على من يتحمل الدية عن القاتل في قَتْلَ الخطأ؛ جاء في معاجم اللغة: " العقل: الديّة، وعَقَل عن القتيل: أدّى عنْه ديّته، ومن كلام العرب: دمه معقلة على قومه، أي غرم يؤدونه من أموالهم، والمعاقل: الديات 9.
 
وعاقلة الرجل: عصبته، وهم القرابة من الأب الذين يعطون دية من قتله خطأ". 10


وروى ملسم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضي بديّة المرأة على عَاقلتها، 11وذلك في قضية امرأة قتلت أخرى قتل خطأ.


فالعاقلة نظام تكافل اجتماعي تتحمل فيه قبيلة الرجل الديّة الملزم بها، كانت في الجاهلية وأقرّها الإسلام ونظمها ليتعاون أبناء القبيلة الواحدة على الخير.
 
• القسامة: نظام عرفه العرب في الجاهلية وأقرّه الإسلام، روى مسلم في صحيحه عن رجل من الأنصار أنه قال: ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقرّ القسامة على ما كانت عليه في الجاهلية) 12
.
والقسامة أنه حينما يوجد قتيل في أرض قبيلة مّا فإما أن يحلف خمسون رجلاً من قبيلة القتيل على أن القاتل فلان، أو أن يحلف خمسون رجلاً من القبيلة التي وُجد بها القتيل أنهم ما قتلوه.
 
3- الحماية.
واجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عداءً ورفضاً اقترن بالاعتداء والأذى من قريش خاصة ومن غيرهم من العرب عامة، وهو أمر ساء عشيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأيقظ فيهم نار الحمية والعصبية التي تلزمهم بالحماية والدفاع عن أي فرد ينتسب إليهم بدم أو حلف؛ لذا نرى أن إسلام حمزة خفّف من الأذى عن النبي وأتباعه، كذلك فإن صمود أبي طالب - رغم كفره - ودفاعه عن ابن أخيه مع بقية بني هاشم كان حمية ونخوة قبلية، قائلاً لكفار قريش 13:


كَذَبْتُمْ - وبيْتِ اللهِ - نُبْزَىٰ مُحَمّداً هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Space
ولمَّا نُقَاتِلْ دُونَه وَنُناضِل 14 هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Space
ونُسْلِمَه حتّى نُصَرّع حَوْله هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Space
ونذْهَلَ عنْ أَبْنَائِنَا والْحَلَائِلِ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Space
 
فقد استفاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحماية القبلية التي كفَّت الأذى عنه، وسمحت له بالاستمرار في الدعوة، وهو ما دفع قريشاً لعزل النبي-صلى الله عليه وسلم- وعشيرته عن مكة، ونفيهم لشعب في ظاهرها، محاصريْن على أُسُسٍ وضعها كفار قريش في وثيقة عُلّقت في جوف الكعبة 15مفادها:
• طرد بني هاشم وبني عبد المطلب من مكة وإخراجهم من بيوتهم.
• تحريم التزاوج والمصاهرة بينهم وبين بقية قريش.
• تحريم التبادل التجاري بينهم وبين قريش.
 
والغرض هو التأثير في عشيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى يتراجعوا عن حمايته، وعزله-صلى الله عليه وسلم- عن لقاء الناس في موسم الحج داعياً إياهم لدين الإسلام.


هذا الحصار والعزل استمر ثلاث سنين، وقدر الله أن يُهدم هذا التحالف القبلي ضد النبي وعشيرته بتحالف قبلي أيضاً، إذ قام عمرو بن هشام وتحالف مع زهير بن أمية المخزومي؛ لأن أخواله من بني عبد المطلب، وهي قرابة لها وزنها عندهم، ومعهم آخرون اتفقوا على فك الحصار، وقال هشام بن عمرو الهاشمي لزهير: " أرضيتَ أنْ تأكلَ الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمْتَ، لا يبتاعون ولا يُبْتَاعُ منْهُم، ولا ينكحون ولا يُنْكَحُ إليهم؟!"16
 
وكان - صلى الله عليه وسلم - يراعي ما للنظم القبلية من طقوس وعادات، ويحترم الأحلاف التي كانت بين الناس في الجاهلي، ويمنح العفو على أساسها، كما في قصة بني قينقاع حين نقضوا عهدهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخافوا عقابه فأتاه عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين وقال له: " أحسن في موالِيّ، منعوني يوم بُعَاثٍ"، 17 فتركهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأجلاهم عن المدينة18
 
ونراه في غزوة بني قريظة وقد اجتمعت عليه الأوس يطلبون منه العفو عن حلفائهم بني قريظة كما فعل لابن أبي في أحلافه بني قينقاع قائلين:" يا رسول الله، حلفاؤنا دون الخزرج، وقد رأيتَ ما صنعتَ ببني قينقاع بالأمس حلفاء ابن أبي، حتى قال لهم: أما ترضون أن يكون الحكم فيهم إلى رجل منكم؟ قالوا: بلى، قال: فذلك إلى سعد بن معاذ "19
 
هذه المراعاة للنظم الاجتماعية القبلية كانت سببا في تأليف قلوب بعض العرب للإسلام، فهاهو – صلى الله عليه وسلم- يأمر بقطع أعناب ثقيف حين حاصرهم فطلبوا من أبي سفيان والمغيرة بن شعبة أن يكلما رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وقالوا: " فليأخذها لنفسه، أو ليدعه لله والرحم، فإن بيننا وبينه من القرابة مالا يجهل"،20فتركه لهم.
 
كذلك رده غنائم هوازن بعد هزيمتها يوم حنين حينما جاءه وفدها مسلمين فقالوا: " يَا رَسُولَ اللهِ، إنّا أصْلٌ وعَشِيرَة،21 وقد أصَابَنا من البَلاء مَا لَمْ يَخْفَ عليْك، فَامْنُنْ عَلَيْنَا"،22، فرد عليهم السبي من النساء والذرية تقديراً لمكانتهم.


وكانت قريش على ما بها من كفر تراعي حق القرابة من رسول الله-عليه الصلاة والسلام- حسب أعراف القبائل العربية، فنحن نجد عتبة بن ربيعة وهو من بني عبد شمس وهم مع بني هاشم أبناء عم، يلتقون في عبد مناف، وهم أقرب من بقية بيوتات قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم-، يقول عتبة عن أبي جهل حينما اختلفوا في أمر الرجوع عن قتال يوم بدر: " هذا رجل مشئوم- يقصد أبا جهل -، وإنه لا يمسه من قرابة محمد ما يمسنا"،23 ويقول لقومه محاولاً إقناعهم بالرجوع: " لئن كان محمد صادقاً إنا لأسعدُ العرب به، إنا لَلُحْمَتُه "،24 ونجد أبا جهل يرد على عتبة ويبين أن قرار الرجوع عن القتال بسبب القرابة القبلية بين عتبة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم-، يقول أبو جهل: "يكره أن يقتل ابنه، وابن عمه"25


ونرى موقفاً آخر لرجل من الكفار هو الأخنس بن شَريق حليف بني زهرة، وقد نجح في إقناع بني زهرة أخوال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن القتال وهو يقول: " يا بني زهرة، قد نجّى الله عِيركم وخلّص أموالكم ونجَّى صاحبكم، وإن محمداً رجل منكم، ابن أختكم، فإن يكُ نبياً فأنتم أسعد الناس به، وإن يكُ كاذباً يَلِي قتله غيرُكم خيرُ من أن تلُوا قتل ابن أختكم"،26 فرغم ما كان عليه الأخنس من كفر فإن العامل القبلي دفعه لهذا، وحينما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبره قالSadأرشدهم وما كان برشيد، وإن كان ما علمت معاديا لله ولكتابه)27
 
وهذه العشيرة التي وفّرت له الحماية وتحملت معه عداء القبائل وأبناء العمومة أحبّ رسول الله أن تكون أول من يتحمل معه أعباء القتال والقتل في الحرب، فنجده يوم بدر حينما نادى عتبة للمبارزة وبرز له نفر من الأنصار كره رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أن يكون أول قتل في الأنصار، وأحبّ أن تكون الشوكة لبني عمه وقومه، فنادى في بني هاشم: (قُومُوا فَقَاتِلُوا بِحَقّكُمُ الّذِي بَعَث اللهُ بِهِ فِيكُمْ)28




تعامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع النظام القبلي حينما هاجر للمدينة.


بعد بَيْعَتَيِ العقبَة الأولى والثانية قرر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الهجرة إلى يثرب، ابتعاداً عن قرية قاومته وناصبته العداء إلى قرية بايعه سادته على النصرة وآمنوا به، ومن هناك يبدأ تأسيس دولة الإسلام، ورغم مبايعة سادتها وإيمانهم ووعدهم بالحماية فإن الواقع الجديد فيه مصاعب تتمثل في الآتي:
• هجرة الذين آمنوا من قريش وغيرهم من قبائل العرب خاصة بعد حثّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المؤمنين على الهجرة للمدينة، وهذه الهجرة تعني وفود جماعات بشرية من قبائل شتى، تحمل كلٌّ منها الإرث القديم في جاهليتها من عداوة أو تحالف، لتستقر في أرض قوم آخرين.
 
• التركيبة السكانية للمدينة المنورة من عرب ويهود، والعرب قبيلتان: الأوس والخزرج، وبينهما حروب وأيام في الجاهلية، ومنهم من لم يؤمن وبقي على كفره، وهناك اليهود وثقلهم الاقتصادي وعددهم وعدتهم العسكرية.
 


فبرز هنا حالتان متنافرتان: الأولى تعددية عرقية، والثانية تعدديّة دينية، وأمام هذا الحال بدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دمج الأخلاط في بوتقة واحدة، وقام بالخطوات التالية:


1- غير اسم يثرب إلى المدينة، وقال: (أُمِرْتُ بقرْيَةٍ تأكل القرى يقولون: (يثرب)، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديث)29
 
2- دمج القبائل الوافدة والمهاجرة للمدينة من قريش وغيرهم في فئة واحدة سماها (المهاجرون)، وأصبح الاسم الرسمي لهم فيما بعد، ونزل به القرآن وذكره النبي في أحاديثه.
 
3- دمج الأوس والخزرج سكان المدينة الأصليين في اسم واحد هو (الأنصار)، وصار اسماً رسميا لهم، نزل به القرآن وورد في الأحاديث النبوية.
وفي غزوة بدر يجعل شعار المهاجرين الذين ينادون به في القتال (بني عبد الرحمن)، وشعار الخزرج (بني عبد الله)، وشعار الأوس (بني عبيد الله) 30؛ حتى لا ينادي كل أحد باسم قبيلته وعصبته، ويتوحّد الجميع على اسم الله عز وجل.
 
4- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهو الدمج الثاني بين الفئتين: الداخلة والمستضيفة، وهذا التآخي قائم بين شخصين: مهاجر وأنصاري، تحت رابط الأخوة الإيمانية، ونتج عن هذه الأخوة مؤاساة وتكافل، وأصبح من حق كل أخوين في هذه المؤاخاة أن يرث أحدهما الآخر بعد موته دون ذوي الأرحام31
 
وقد حفظ هذا الدمج بين الجماعات القبلية وحدة المسلمين من التصدع، لأن المجتمع القبلي قائم على مبدأ الجماعات المتعارضة والمتصارعة، فأزال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسباب هذا التصادم الطبيعي بهذه المؤاخاة.


ولقد حدث يوما أن تشاجر فتى من المهاجرين مع فتى أنصاري فضربه وجعل الأنصاري ينادي: يا آل خزرج، ونادى المهاجر: يا آل قريش، يا آل كنانة، فاجمتع كلا الفريقين بالسلاح وكادت أن تقع فتنة، خاصة وأن ابن أبي نهض وقال عن المهاجرين: " قد نافرونا وكاثرونا في بلدنا وأنكروا منتنا"32
 


الوثيقة:


ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثيقة كدستور يضبط العلاقة بين الأطراف جميعا مهاجرين وأنصار، مسلمين وأهل كتاب ومشركين، وهذا نصها 33:
" بسم الله الرحمن الرحيم هـذا كتاب من محمد النبي بين المؤمنين والمسلمين من قريش و(أهل) يثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.- أنهم أمة واحدة من دون الناس.- المهاجرون من قريش على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون بينهم، وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.- وبنو عوف على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.- وبنو ساعدة على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو الحارث (بن الخزرج) على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو جشم على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو النجار على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو عمرو بن عوف على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين. وبنو النبيت على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وبنو الأوس على رِبْعَتِهِمْ يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.وأن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.وأن المؤمنين المتقين (أيديهم) عـلى (كل) من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم، أو إثما، أو عدوانا أو فسادا بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه، جميعا ولو كان ولد أحدهم.ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافر على مؤمن.وأن ذمة الله واحدة، يجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس. وأنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم. وأن سلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله، إلا على سواء وعدل بينهم. وأن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا. وأن المؤمنين يبيئ بعضهم عن بعض بما نال دماءهم في سبيل الله. وأن المؤمنين المتقين على أحسن هـدي وأقومه. وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا، ولا يحول دونه على مؤمن. وأنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به، إلا أن يرضى ولي المقتول (بالعقل) وأن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه. وأنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هـذه الصحيفة، وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محـدثا أو يئويـه، وأن من نصره، أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل. وأنكم مهما اخـتلفتم فيه من شـيء، فإن مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم. وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وإثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. وأن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف. وأن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف. وأن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف. وأن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف. وأن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف. وأن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا من ظلم وإثم، فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته. وأن جفنة بطن من ثعلبة كأنفسهم. وأن لبني الشطـيبة مثل ما ليهود بني عوف، وأن البر دون الإثم. وأن موالي ثعلبة كأنفسهم. وأن بطانة يهود كأنفسهم. وأنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلى الله عليه وسلم. وأنه لا ينحجز على ثأر جرح، وأنه من فتك فبنفسه وأهل بيته إلا من ظلم وأن الله على أبر هـذا. وأن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وأن بينهم النصر على من حارب أهل هـذه الصحيفة، وأن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم. وأنه لا يأثم امرؤ بحليفه وأن النصر للمظلوم. وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين. وأن يثرب حرام جوفها لأهل هـذه الصحيفة. وأن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم. وأنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها. وأنه ما كان بين أهل هـذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخـاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجـل وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الله على أتقى ما في هـذه الصحيفة وأبره. وأنه لا تجار قريش ولا من نصرها. وأن بينهم النصر على من دهم يثرب. وأنهم إذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وأنهم إذ دعوا إلى مثل ذلك، فإن لهم على المؤمنين إلا من حارب في الدين. على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم. وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم على مثل ما لأهل هـذه الصحيفة مع البر المحض من أهل هـذه الصحيفة، وأن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وأن الله على أصدق ما في هـذه الصحيفة وأبره. وأنه لا يحول هـذا الكتاب دون ظالم أو آثم، وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة، إلا من ظلم وأثم، وأن الله جار لمن بر واتقى، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".


والذي يهمنا فيها هو تنظيمها للقبيلة، لو تمعنا جيدا في هذا الوثيقة لرأيناها تنظم المجتمع بتعدديته القبلية والدينية، ولكن دون أن تهدم التركيبة القبلية، بل وظفت القبيلة للخير، وأبقت وأقرت على عاداتهم الحسنة كما في عبارة "على معاقلهم الأولى"، وهدمت جانب العصبية الجاهلية فيها، وتخضعها لمبدأ الأمة الواحدة، فالمسلمون بقبائلهم التي عددتها الصحيفة ينطوون تحت مسمى "أمة واحدة"، وأن مرد الخلاف بينهم يكون "إلىاللهعزوجلوإلىمحمد – صلى الله عليه وسلم-".


ونجد البنود من البند الأول إلى البند الحادي عشر تتعلق بالقبيلة ومبدأ التعاون والتكافل بينها، ولكن كل ذلك تحت شعار "امة واحدة"، ومازالت الطبقية فجعلت حق الإجارة حتى لأصحاب المرتبة الأدنى اجتماعيا فيهم بقوله: "يجير عليهم أدناهم"، وجعلت القصاص من اختصاص ولي الأمر، وأن القصاص يكون على الجاني دون بقية أهله " لا يؤخذ إنسان بذنب غيره"، إلى غير ذلك من التفاصيل الرائعة في هذه الوثيقة.




1 - النساء:1.
 2-  كموقعة ذي قار بين قبائل من العرب ضد الفرس.
 3-  جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، منشورات جامعة بغداد، ط2 1993 م، 1 /212.
 4-  المنذري، زكي الدين عبد العظيم، مختصر صحيح مسلم، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، المكتب الإسلامي،2000 م، ص:19.
 5-  المصدر السابق، ص: 379.
6- المصدر السابق، ص: 238.
7- الحجرات: 13.
 8- المنذري، مصدر سابق، ص:334.
 9- التليسي خليفة محمد، النفيس من كنوز القواميس، اللجنة الشعبية العامة للثقافة- ليبيا، 2007م، 3 /1537.
 10- الرازي محمد، مختار الصحاح، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1976م، ص: 447.
 11- المنذري، مصدر سابق، ص: 1032.
 12- المصدر السابق، ص: 275.
 13- ابن هشام، السيرة النبوية، بدون دار نشر، تحقيق: مصطفى السقا، إبراهيم الأبياري، عبد الحفيظ شلبي، 1 /275.
14 - نبزى: أي نُسْلَبَ ونُغْلَب.
 15-  ابن هشام، مصدر سابق، 1 /351.
 16-  جاسم عزيز السيد، محمد الحقيقة العظمى، دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، 1987م، ص: 108.
 17-  يوم بعاث، يوم من أيام العرب في الجاهلية، وهي معركة بين الأوس والخزرج.
 18-  الواقدي محمد بن عمر، المغازي، عالم الكتب-بيروت، تحقيق: مارسدن جونس، 1 /178.
 19-  المصدر السابق، 2 /510.
 20- ابن هشام، مصدر سابق:2 /484.
 21-  يقصدون بذلك مكانتهم عند العرب ووزنهم القبلي..
 22- ابن هشام، مصدر سابق:2 /488..
 23- المصدرالسابق: 1 /42.
 24- المصدرالسابق، 1/43.
25- الزهري محمد بن مسلم، المغازي النبوية، دار الفكر العربي-دمشق، 1980م، ص:64.
 26- الواقدي، مصدر سابق، 1 /44.
 27- المصدر السابق، 1 /53.
 28-  المصدر السابق، 1 /68.
 29-  رواه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب: المدينة تنفي شرارها، حديث رقم:3419.
 30- الواقدي، مصدر سابق، 2 /416.
 31- سالم السيد عبد العزيز، التاريخ السياسي والحضاري للدولة العربية، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، د ت، ص: 95.
 32- الواقدي، مصدر سابق، 1 /68.
 33- ابن هشام، مصدر سابق، ص:501.




م/ن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
حياتي
المدير العام
المدير العام
حياتي


* : المديرة العامة
عدد المساهمات : 20687
نقاط : 37353
تاريخ التسجيل : 05/08/2012
MMS + SMS : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 465504891
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 686807771
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 284844315
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Emptyالخميس يونيو 21, 2018 8:54 am

يعطيك العافية غروب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
روميو
الدعم الفني والأشراف
روميو


عدد المساهمات : 19690
نقاط : 50443
تاريخ التسجيل : 04/08/2011
MMS + SMS : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 517415829


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 898203006
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Emptyالخميس يونيو 21, 2018 9:02 am


هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 977183549
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 158366682

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 295638709

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 963964934

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 521314494

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Emptyالخميس يونيو 21, 2018 8:33 pm

حياتي

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر 



هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Extra125
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 158366682

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 295638709

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 963964934

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي 521314494

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Empty
مُساهمةموضوع: رد: هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي   هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Emptyالخميس يونيو 21, 2018 8:33 pm

روميو

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر 



هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي Extra125
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
 
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المجتمع القبلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صفة مشي النبي صلى الله عليه وسلم
» هدي النبي صلى الله عليه وسلم في لباسه
» من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم
» جود النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان
» توقير النبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أيـــــامي بيك  :: مـنـتـديات أيامي بيك الأســــلامية :: منتدى الرسول والصحابة-
انتقل الى: