قصة بلدة حريملاء
أول من عمر حُريملاء كقرية مبنية محاطة
بسور وحفر فيها الآبار وشق القنوات يوسف بن أحمد أبو ريشة
ففي عام ثمانمائة وست وثمانون (886 هـ)قدم من بلاد الشام تنفيذا لأمر أبيه الذي كان رئيسا لاحدى القبائل البدوية هناك. فبعد حروب حدثت في بلاده فكر احمد ابو ريشه ان يترك بلاده ويعود الى موطنه الأول وسط نجد فأمر ابنه يوسف ان يرحل الى نجد ويختار مكانا صالحا لاقامة قبيلته وبيّن لابنه صفات الأرض التي يرغب وهي على النحو التالي :-
أولا :- ابحث عن مكان منيع محاط بالجبال من جميع جهاته وذلك لتسهل حمايته . اذا وجدته عليك بالمبيت فيه .
ثانيا :- ضع قطعة لحم طرية على رأس رمحك فاذا ماطلع الصبح والفيتها لم تتعفن فمعنى ذلك ان هواء المكان بارد والمنطقة صالحة للإقامة والسكنى وخالية من الأوبئة والأمراض .
ثالثا :- كُل عشاك بعد صلاة العشاء ثم نم فان استيقظت صباحا والفيت نفسك تطلب طعام الإفطار فالمكان صحي للإنسان ويساعد على الهضم .
رابعا:- ادفن كتلة من الصوف في الأرض فان وجدتها في الصباح رطبة فهذا دلالة على رطوبة التربة العالية مما يساعد على الزراعة ومن ثم رعي الحيوانات.
خامسا:- احفر حفرة وادفنها بترابها فان زاد التراب عليها فان التربة خصبة وصالحة للزراعة، وهذا يدل على مدى معرفته بالتربة الصالحة للزراعة، إذ اشترط بصورة غير مباشرة أن تكون التربة طينية وبها نسبة من الرمل..
ولنكمل القصة وجد يوسف ضالته وشروط والده في حريملاء مضى يوسف ابو ريشة في حفر الآبار وتنظيم القنوات وانشاء المساكن وبناء السور المعروف باسم ( حامي ابو ريشة ) وكان خلال هذه الفترة يلح على أبيه في طلب المزيد من المال معللا ذلك باسباب متباينة وبعد سبع سنوات ضاق احمد أبو ريشة ذرعا بمطالب ابنه المتزايدة ، وتطلع الى معرفة ماوصلت اليه هذه البلدة من تقدم زراعي طالبا منه ان يرسل له شيئا من ثمار اشجارها التي زرع وفوجيء برد الابن انه لايزال منهمكا في الاعمال الانشائية وان النبات الموجود هو الحرمل ولايوجد ثمرة تستحق بعث شيء منها له فغضب الوالد وأمر ابنه بالعودة الى بلاد الشام قائلا عبارته المشهورة والتي ذهبت مثلا يضرب
(خل حريملاء في كبد اهلها )