تعتبر بداية السنة الصينية الجديدة موسمًا للمّ شمل الأسر والعائلات، حيث تشكل فيها معدلات السفر والهجرة حدًا مزعجًا، ففي الوقت الذي يقوم فيه حوالي 54 مليون أميركي بالترحل في موسم عيد الشكر، فإن عدد رحلات الموسم الصيني يصل إلى 3 مليارات رحلة هذا العام.
وتعرف بداية السنة الجديدة في الصين باسم عيد الربيع أيضًا، وهي بداية التقويم القمري وحيث تعتبر أهم عطلة في البلاد الكبيرة، تكرس خلالها قيم الوحدة والعلاقات الأسرية.
ويحصل المواطنون الصينيون في هذا الموسم على إجازة لسبعة أيام تبدأ مع رأس السنة الصينية الجديدة، في الرابع من فبراير هذه السنة. وفي الاحتفالات التقليدية فإن الأفراح تمتد إلى 16 يومًا، من وليمة عائلية في رأس السنة إلى مهرجان الفوانيس في 15 من فبراير.
وهنا العديد من الأسئلة التي تدور حول هذا الموسم في إطار قضية السفر الكثيف والاقتصاد بشكل عام..
1- الاقتصاد وخطط السفر
هل يؤثر الاقتصاد الصيني المتباطئ على خطط السفر والإجازات في العام الجديد؟
الإجابة على هذا السؤال، هي لا، إذا ما كانت الإحصائيات الرسمية دقيقة بالفعل. فالسكك الحديدية الصينية تتوقع نقل 413 مليون مسافر، بزيادة 8.3 بالمئة عن العام الماضي، ذلك خلال الموسم الرسمي الذي يمتد لأربعين يومًا والذي يعرف باسم Chunyun وتعني موسم السفر في الربيع، هذا الموسم يبدأ عادة قبل 15 يومًا من بداية السنة الجديدة.
وبالنسبة للطيران فالإحصائيات تشير إلى 73 مليون مسافر جوًا وهو رقم أعلى بـ 12 بالمئة عن العام الماضي، فيما تتوقع الحكومة الصينية بشكل عام حوالي 2.99 مليار رحلة في البلاد خلال موسم العطلات بزيادة 0.6 بالمئة عن السنة الماضية، أما بالنسبة للعمال المهاجرين فيستغلون هذه الفترة للعودة إلى ديارهم.
2- هل الوقت كله للسفر؟
ثمة سؤال آخر مطروح هل يعني ذلك أن الناس سوف تقضي جل وقتها في السفر؟
الإجابة هي لا، أيضًا.. فالأزمنة التي تقطعها القطارات قد قلت عن الماضي كثيرًا، بسبب التوسع في شبكة الصين عالية السرعة، وهناك شبكات حديثة شقت عبر الجبال والأراضي الوعرة اختصارًا للزمن وربطًا للبلاد لاسيما مع الغرب الصيني الأقل تطورًا، هذا جعل الزمن يختصر بما يصل إلى الثلث وحتى النصف عما عليه في القطارات العادية.
وتقول شركة السكك الحديدية الصينية إن الخطوط الجديدة التي تربط بين الشرق والغرب الصيني ستساعد في تخفيف الضغط على نظام السكك الحديدية خلال مواسم السفر في ذروة المواسم مثل مهرجان الربيع، يضاف لذلك أن هناك مشروعات أخرى للربط في غرب ووسط الصين سوف ترى النور خلال العقد المقبل.
وهناك ظاهرة يمكن التوقف عندها وهي أنه في الوقت الذي يزداد فيه عدد العمال الريفيين المتجهين إلى المدن، إلا أن المزيد منهم باتوا يسكنون بالقرب من أماكن عملهم، حيث إن الشركات قامت بنقل المصانع إلى الأقاليم الوسطى ذات التكلفة الأقل في الإنتاج بالمقارنة مع المناطق الساحلية باهظة الثمن.
3- خطط السفر.. هل تغيرت؟
هناك سؤال حول خطط السفر عبر السنين، هل تغيرت؟
نعم فقد أدت الثروة المتزايدة لقطاع كبير من الصينيين إلى سفرهم في موسم العطلات للمناطق الأكثر دفئًا كما منتجعات هاينان الاستوائية في جنوب الصين، التي تعرف بـ "هاواي الصين" بالإضافة إلى المدن الساحلية مثل شيامن.
بالنسبة للوجهات الخارجية فيتوقع أن يكون أكثرها إندونيسيا وسنغافورة وفيتنام، وحيث يتوقع أن يسافر حوالي 7 ملايين صيني في الخارج في موسم السنة الجديدة وهو عدد يفوق سكان الدنمارك وذلك وفقًا لتقديرات أكاديمية السياحة الصينية ووكالة السياحة الإلكترونية عبر الإنترنت.
4- صداع حجز التذاكر
يبقى سؤال حول حجز التذاكر، هل يشكل صداعًا في هذا الموسم؟
الإجابة أن التكنولوجيا قللت الوقوف في الطوابير لكن هناك مشاكل من نوع آخر لأولئك الذين ليس لهم اتصال بالإنترنت أو الذين يكون عليهم إثبات أنهم ليسوا روبوتات، كما ذكرت بلومبرغ في عام 2016.
وبشكل عام فإن على الصيني أن يحجز للسفر قبل عدة أشهر من الموسم، لتجنب الأسعار الباهظة مع الاقتراب من العطلة.
5- معاناة الاقتصاديين
ثمة سؤال آخر.. من يعاني بالإضافة إلى مشغلي وسائل النقل والسفر؟
هم الاقتصاديون لأن أمامهم بعضًا من الإرباكات المتعلقة بهوية السنة الصينية، فالتقويم الصيني الذي يتحرك حول التقويم الغريغوري بمعنى أنه يمكن أن يبدأ في أي وقت في أواخر يناير إلى منتصف فبراير، هذا يجعل الاقتصاديين في وضع لا يحسدون عليه في مقارنة البيانات الاقتصادية على أساس سنوي، ويكون البنك المركزي الصيني في حالة تأهب مع نهاية العام قبيل المهرجانات السنوية، حيث يمكن أن يؤدي سحب الأموال بكثافة إلى ضغط في السيولة.
أخيرا.. يبقى الإشارة إلى أن السنة الجديدة هي سنة الخنزير بعد انتهاء عام الكلب.
