روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19689 نقاط : 50442 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الجمعة يونيو 15, 2012 1:27 am | |
| حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟
- إذا كان العقل "اسماً ملتبساً"، فإن العقلانية "صفة" أقل التباساً وأكثر عيانية.. وليس بلا معنى أن "فلاسفة" الوضعية والتجريبية والبراغماتية كانوا يصفون أفكارهم ومشاريعهم بـ"العقلانية" أكثر من اهتمامهم بالعقل نفسه، بيد أن "واقع الحال" الذي يعيرونه كل هذا الاهتمام يشي بالعكس تماماً، ويَظهر أنه بالقدر الذي تبدو فيه العقلانية "يوتوبيا" تمتزج مع الأيديولوجيا كوعي زائفٍ وكغائبٍ أزلي، فإن اللاعقلانية هي "الشاهد" والقياس العياني للرأسمالية بكل حقبها، خصوصاً بعد 11 أيلول 2001. وقد ظهرت اللاعقلانية كاتجاه فلسفي للمرة الأولى، على يد "فيخته" عند جداله حول المعضلات المطروحة مباشرة على الفكر في أيام السؤال الفلسفي الكبير أمام الألمان الممزقين على مرمى انتصارات الثورة البرجوازية القومية الناجزة في أوروبا الغربية، وكان موضوع السؤال المذكور هو العلاقة بين الانعكاس المفهومي والأصل الموضوعي، مرة في الانطباعات المضلّلة للخضوع الكلي للواقع لتمثيل ما وراء العقل (فيخته)، ومرة أخرى تمجد الوضعية.. وفي كل الأحوال، وبالاستناد إلى إلياس مرقص، لا بد من الاستدراكات التالية حول اللاعقلانية عموماً: - اللاعقلانية قادرة على تقديم منظومة موحدة حول معضلات الجوهر والطريقة المطروحة لمقاربتها، مثل تحقير العقل والفهم وتمجيد الحدس. - المراحل المختلفة للاّعقلانية تُجمع على أجوبة موحدة أيضاً حول الأسئلة الكبرى، صراع الطبقات والديالكتيك بوصفه منظومة معرفية في سلة مزدحمة بالنظريات. - هي أيضاً ليست تصورات نظرية خارج السياقات الحية للتاريخ والصراع والوقائع.
اللاعقلانية في حقبة الرأسمالية الناقصة يميل العديد من الكتّاب إلى عدّ كتاب لوكاتش "تحطيم العقل" الذي صدر في أربعة أجزاء وقدمه إلياس مرقص، المصدر الرئيس لمتابعة الجذور الألمانية للاّعقلانية المعاصرة. يتناول الجزء الأول اللاعقلانية كظاهرة دولية للطور الإمبريالي الأول من خلال فلسفة "شيلنغ"، الحدس الذهني والتعارض بين الفهم والعقل. ويتناول الجزء الثاني ثلاثة فلاسفة كبار هم "شوبنهاور" مؤسس فلسفة التشاؤم والأبولوجيتيقيا (الدفاع غير المباشر) و"كيركغارد" صاحب الجدل الكيفي، و"نيتشه" صاحب الوحش الأشقر المهووس بالعود الأبدي والديونيزية. ويتناول الجزء الثالث فلسفة الحياة عند "دلتاي"، أو الاتجاه الذي يخفض العقل إلى مرتبة الفهم. وكذلك "هايدغر" الذي يُخضع الأنطولوجيا للفينومينولوجيا، و"شبينغلر" صاحب المونادات المغلقة التي تنظمها المشابهة. أما الجزء الرابع فخاصّ بالسوسيولوجيا وتحويل الداروينية الاجتماعية إلى أيديولوجيا غزو بيضاء، "غوبينو" و"تشمبرلين". اللاعقلانية في حقبتها الإمبريالية إذا كانت الأيديولوجيا الألمانية ميداناً للتوتر الاجتماعي السياسي في حالة أمة لم تستكمل حضورها العالمي في قلب الثورة الصناعية، فإن اللاعقلانية الأميركية تجسد التوتر الاجتماعي السياسي للمجتمعات ما بعد القومية وما بعد الصناعية، وتفسر لماذا ظهر "جيمس" و"ديوي" في هذا البلد بالذات، ولماذا لم تحقق العدمية الوضعية الألمانية حضورها الساطع كما حققته العدمية والوضعية الأميركية. الإيديولوجيا الأمبريالية هذه، هي التي امتدت إلى الإنسان من الداخل وألغت مساحاته الحرة وموروثه ونظامه المعرفي الثقافي الجمعي الطويل، وحوّلته إلى مكعبات وأرقام صماء، وجعلت إنسان "ماركوز" ذا البعد الواحد معقولاً، مقارنة بإنسان الاستلاب السلعي الكامل الذي يفقد ذاته في موضوع ليس موضوعه. فكان جديرا بفوكوياما أن يعلن نهاية العقل هناك قبل أن يعلن نهاية التاريخ بحسب مزاعمه. في دفاتر الدياليكتيك التي أعطاها لينين بعدا جديدا مختلفا عن تطرف الأيديولوجيا الألمانية الأصولية (العلم البروليتاري في مواجهة الأيديولوجيا)، حذرَنا لينين مبكرا وسلفا من اللعبة الإمبريالية في حقل الوعي والعقل والمعرفة. فما إن تصبح الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية حتى تعيد إنتاج نفسها بصورة مخادعة في هذا الحقل بالذات. إن الوضعية تَظهر هذه المرة لا كفلسفة مضادة للمادية، بل بوصفها شكلها الجديد المعاصر، كما تضيع الحواجز بين العلم والعلمانية المبتذلة التي لا تحترم حتى الانعكاس الميكانيكي والوسيط النظري. ولم يعد "آرنست ماخ" وأضرابه شيئا مقارنة بـ"دريدا" و"كارل بوبر"، المعلم الأعظم لأخطر اليهود المتصهينين؛ "جورج سوروس". ولم تكن الأصول اليهودية لهؤلاء مجرد مصادفة، بل هي النتيجة الطبيعية لاقتران البورصة والإمبريالية الربوية بالوضعية التي لا تنفك تسوّق نفسها كعقلانية لا تضاهى. وليس مصادفة كذلك اهتمام الإدارة الأميركية بالفوضى التي أطلقها "دريدا" على أنقاض كل عقلانية ومركزية، وكذلك الاهتمام بنصائح سوروس (الاهتمام بالمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية) وبنصائح جوزيف ناي (القوة الناعمة)، والعودة من جديد إلى الجبهة الثقافية والإعلامية واليونسكو بعد قطيعة طويلة على مدار عقود الحرب الباردة. فلا بد من التأسيس لمرجعية ثقافية وأيديولوجية دولية لإعادة إنتاج الوعي الكوني كله على مقاس أيديولوجيا البورصة الربوية، وتحرير المناهج القديمة من ثقافة المجتمعات والمفاهيم القومية التي تعيق السوق الرأسمالية العالمية. وبالإمكان تسويق ذلك عبر كذبة الإرهاب وعار "مانهاتن" من أجل هذه المهمة غير المقدسة. وفي هذا الصدد يمكن ملاحظة التركيز الإعلامي الأميركي على إعادة إنتاج المفاهيم الليبرالية بعد تفريغها من كل مضمون اجتماعي وسياسي وخلطها مع التفكيكية والوضعية التي تنحط بالعقل إلى مستوى الغرائز وتحوّل البشر إلى سلع برسم العرض والطلب في السوق الرأسمالية. أما الأخطر في أيديولوجيا البورصة والعولمة الربوية الأميركية والتفكيكية، خصوصا بعد "مانهاتن"، فهو تجلياتها جنوب العالم وشرق المتوسط، حيث تتبادل "إسرائيل" والهويات الكيانية المريضة التواطؤ ضد الأمة. ولقد أخذنا نلمس ومنذ انطلاق مناخات "التسوية" التي أعقبت نهاية الحرب الباردة وسقوط دولة الجغرافيا السياسية الريعية، كيف ترافقت الدعوات الأيديولوجية الوضعية والتفيكيكية الجديدة كما اقترحها "دريدا"، مع آليات تفكيك الدول والجماعات القطْرية التي قطعت طريق الاندماج الاجتماعي المدني وأعادتنا إلى سيرتنا الأولى قبائلَ وطوائفَ مختلفة. ويلاحَظ هنا أن الروافع المفضّلة لهذه الأيديولوجيا تأتي من المثقفين اليساريين السابقين الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى ليبراليين متحمسين وهم يسوقون الوضعية الأميركية كواقعية جديدة ويتحدثون عن العمل البرنامجي بدل العمل الأيديولوجي والسياسي، وراحت شبكاتهم غير الحكومية التي ترتبط بمنظمات التمويل الأجنبي تسرق دور المجتمع المدني نفسه. وكان من الطبيعي أن يتحولوا إلى أصولية إقصائية جديدة تحتكر الحقيقة باسم الحداثة والمعاصرة والدولة المدنية المزعومة، تماماً كما فعلت اللاعقلانية الألمانية الأولية، وكما تفعل اللاعقلانية الأميركية الحالية في طبعاتها المختلفة من المحافظين الجدد إلى الليبراليين الجدد. وكان الملمح الأبرز في هذه المعركة التي بدأت تحتدم حول الجدران الهشة لدولة الحرس القديم البيروقراطية الريعية، هو تفسخ كل مركزية وكل وعي وطني وقومي والتأفُّف من السياسة والأيديولوجيا لصالح وكلاء السوق، ووعي الاستلاب السلعي الزائف في أكثر أشكاله انحطاطاً؛ الليبرالية. المشهد لا يحتاج التوضيح: دول قديمة متآكلة تواصل آلياتُ السوق الرأسمالية تفكيكَها لصالح كانتونات ومجاميع ما قبل رأسمالية ولاعقلانيات إقصائية، تارة باسم الماضي والتأويلات الإسلامية المختلفة، وتارة باسم المستقبل وليبرالية المراكز الرأسمالية العالمية. كل ذلك ونحن لا نتبين حتى الآن حاجتنا لتجديد مفهوم العقل الكلي بما هو عقل الأمة الهيجلي ودولتها التاريخية.
| |
|
غروووب المدير العام
* : ♥حنيـن اليـاسمين♥ عدد المساهمات : 33700 نقاط : 62324 تاريخ التسجيل : 12/10/2011 MMS + SMS :
| موضوع: رد: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الجمعة يونيو 15, 2012 4:52 am | |
| | |
|
نووور المدير العام
* : المديرة العامة للمنتدى عدد المساهمات : 14773 نقاط : 20608 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS : آعِدٌك حبيِبٌي
أِن َأِهبكَ آلِنبضَُ ِوُ آِلأضِلآُع
وأنِ ُأصَوِن َمِشاٌعرَيِ لَـِك ٌأنَت فقُط َ
وٌ َتكِوَنَ عَشق ِقلَبيْ آلوحٌيِيدْ
لأِبُقى دَوِماً ٌفيَ ِحضٌن َقِلبٌك
فِـ ـآصِبحٌ َلك وَطِن , وِعمٌرآ َتِعٌيَشٌِه
~ْْ{لملم شتاتي المبعثرة }ْْ~
~وأحفضني في عيينيك ّوبين جفونك ~
((أبعدني بناظريك
عن كل الناس ))
بين الحين والحين
أستعيدني ثانية وألثم ثغري
{حذراي مني أطبق جفونك ثانية}
ودعني أنام بين هدبيك
{فأني أعلنت أحتلال عينيك}
نووور
| موضوع: رد: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الجمعة يونيو 15, 2012 5:34 am | |
| | |
|
روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19689 نقاط : 50442 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الجمعة يونيو 15, 2012 9:03 pm | |
| شكراً أختي غروووب وأختي نووور لمروركم الكريم.. | |
|
حياتي المدير العام
* : المديرة العامة عدد المساهمات : 20685 نقاط : 37347 تاريخ التسجيل : 05/08/2012 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الإثنين ديسمبر 03, 2012 2:17 am | |
| | |
|
روميو الدعم الفني والأشراف
عدد المساهمات : 19689 نقاط : 50442 تاريخ التسجيل : 04/08/2011 MMS + SMS :
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/
| موضوع: رد: حربٌ على الإرهاب أم على العقل؟ الإثنين يونيو 18, 2018 6:26 am | |
| شكرا حيااتي لمرورك الكريم | |
|