أيـــــامي بيك
 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 0a334143
أيـــــامي بيك
 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 0a334143
أيـــــامي بيك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أيـــــامي بيك

ملتقى الأحبة في ظل الكلمة الطيبة
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 802650170  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 114849878  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 802650170

 

  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS :  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 158366682

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 295638709

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 963964934

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 521314494

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام    تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Emptyالأحد أغسطس 03, 2014 9:23 pm

إن الناس متساوون في إنسانيتهم و متساوون في الحقوق والواجبات في أمور الدنيا فمعروف في الشريعة الإسلامية أن الناس سواسية كأسنان المشط لأنهم من مصدر واحد وهو سيدنا آدم عليه السلام و متشابهون في التركيب أي(الجسد و الروح) و لكن بألوان و ألسنة و طباع مختلفة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فالله عزوجل قد كرم الناس جميعا بالرغم من إختلاف دينهم و ألوانهم و ألسنتهم و طباعهم لقوله تعالى (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير مما خلقنا تفضيلا)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار)، فيبدوواضحا كيف أن الله عزوجل كفل حق الحياة في الحياة الدنيا للناس جميعا من خلال تعليمهم بأنهم شركاء في مصادر الحياة الأساسية وهم الماء سر الحياة و الكلأ سرالقوة والعزم والنار سر الطاقة، ولكن بشرط أن تكون هذه الحياة بعزة و كرامة لأن المسألة لو كانت فقط مسألة مأكل و مشرب فإن الله عزوجل كفل حق الحياة من مأكل و مشرب للحيوانات أكرمكم الله عزوجل، فحتى الإسلام أوجب آدابا تجاه الرقيق كي يصون كرامتهم الإنسانية فأمر بحسن معاملتهم والرفق بهم وحرم إيذائهم والإعتداء عليهم وأمر سيدهم المسلم بأن يكسوهم من نفس ما يكسو به نفسه وأن يُطعمهم من نفس ما يطعم نفسه وأن يتلطف في ندائهم فلا يقول عبدي وأمتي بل يقول فتاي وفتاتي.


فالله عزوجل كفل حق الحياة للإنسان من أجل منحه فرصة للوصول إلى هدف سامي ونبيل وعظيم وهو الإهتداء إلى عبادة وتوحيدالله الملك العظيم الأحد لقوله تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِوَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلً اسُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) وكذلك قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) وقد حمّل الله عزوجل المسلمين أمانة دعوة الكفار إلى دين التوحيد والإخلاص لله سبحانه و تعالى وهو دين الإسلام، قال تعالى ( ادع إلىسبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وكذلك قوله تعالى( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِوَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ) وكذلك قوله تعالى (قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ). ولذلك فإن الإسلام لا يقاتل الكفار الغير محاربين الذين لا يقاتلون المسلمين في دينهم ويصون دمائهم لأنهم لا يمنعون المسلمين من تبليغ دعوة الإسلام إلى ديارهم ولا يعتدون على المسلمين ولا تلطخ أيديهم بدماءالمسلمين لقوله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) وكذلك قوله تعالى ( لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) أما الكفار الذين يشكلون حاجزاً أوسداً لمنع تبليغ دعوة الإسلام إلى ديارهم فيجب قتالهم وكسر شوكتهم وإزالة الحاجزالذي يحول دون تبليغ دعوة الإسلام من خلال قتل و إزالة أئمتهم وقتل محاربيهم وسبي نسائهم وأطفالهم. ولكن الله عزوجل لا يكره الكفار على الدخول في الإسلام لقوله تعالى ( لا إكراه في الدين) وإنما سبحانه وتعالى يقيم الحجة على عباده بإيصال دعوة الإسلام إليهم مع تخييرهم بين القبول أو الرفض لقوله تعالى (وما كنامعذبين حتى نبعث رسولا )، ومن رحمته عزوجل أنه يُنعم على الكافرين الذين هم أهل ذمة بفرصة العيش والإقامة مع المسلمين إما في ديارهم، التي فُتحت صُلحاً أو عنوةً،أو في دار الإسلام بسلام وأمان يأمنون به على أموالهم وأنفسهم ودمائهم وعلى جميع حقوقهم ومصالحهم بالحسنى بشرط دفع الجزية عن مقدرة وهم صاغرون لقوله تعالى ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) وذلك من أجل تهيئة الجو الإسلامي لهم لعلهم يدخلون في الإسلام بإختيارهم.





والصغار هنا هو مصطلح مفهومه نسبي أي بمعنى آخر إن تطبيق مفهوم الصغار يختلف بإختلاف الزمان والمكان لأنه ببساطة يعتمد بشكل أساسي وجوهري على العرف السائد الذي بدوره يختلف بإختلاف الزمان والمكان لأنه كما هو معلوم أن العرف هو ما تعارف عليه الناس في عاداتهم وتقاليدهم ومعاملاتهم وبما أن العادات والتقاليد تختلف بإختلاف الزمان والمكان فبالتالي يختلف العرف السائد بإختلاف الزمان والمكان مما ينشأ عنه إختلاف تطبيق مفهوم الصغار حسب الزمان والمكان فعلى سبيل المثال صفع الشخص في قفاه أو على وجهه هو تصرف مهين يترك وقع أوأثر سيء في نفس المصفوع ولكن هذا الأثر يختلف وقعه بإختلاف الأمكنة والأزمنة، فنجد بعض الشعوب تعتبر ذلك إهانة عظيمة بينما نجد آخرون يستنكرونها بدرجة أقل وعلى ذلك قس. وبناءا على ذلك كله يبدو واضحا وجليا كيف أن مفهوم الصغار يختلف بإختلاف الشعوب والثقافات والعادات والتقاليد وبالتالي يستحيل على المسلمين أن يتفقوا على مفهوم موحد للصغار من أجل أن يطبقوه على أهل الذمة الذين يدفعون الجزية، والدليل على ذلك أن الفقهاء المسلمين إختلفوا في معنى الصغار في الآية الكريمة (قَاتِلُواالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَايُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) فنجد على سبيل المثال الشافعي (رضي الله عنه ) فسر معنى الصغار بأن تجري عليهم أحكام الإسلام، أي العامة منها، فالجزية علامة على خضوع الأمة المغلوبة للخصائص العامة للأمة الغالبة، وكذلك نجد التابعي عكرمة فسر معنى الصغار بقوله أن يكون أهل الذمة قياما والآخذ لها جلوسا، إذ لما كانت اليد المعطية على العادة هي العالية، طلب منهم أن يُشعروا المعطي للجزية بتفضلهم عليه، لا بفضله عليهم، وكذلك يقول ابن القيم أن الصغار هو التزامهم لجريان أحكام الملة عليهم وإعطاء الجزية، فإن التزم ذلك هوالصغار وقال أيضا لما كانت يد المعطي العليا ويد الآخذ السفلى احترز الأئمة أن يكون الأمر كذلك في الجزية وأخذوها على وجه تكون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا، وكذلك يقول القرطبي في تفسيره: فجعل يد المعطي في الصدقة عليا،وجعل يد المعطي في الجزية سفلى، ويد الآخذ عليا. وفي المقابل منهم من ذهب إلى أن يدفعوا الجزية مع صفعه في قفاه أو ما شابه ذلك لإشعاره بالذل والهوان جزاءا وعقابا على إستكبارهم عن الدخول في الإسلام رغم علمهم بالتوحيد والرسل والشرائع والملل فكان ذلك زيادة في الذنب وفي عظمة الجريمة. فيبدو واضحا كيف أن البعض وجد أن مجرد دفع الجزية أو مجرد كون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا هو كافي لإظهارالصغار وتحقيقه بينما وجد البعض أنه يجب إظهار غلظة وشدة كالصفع على الوجه أو في القفى من أجل إظهار الصغار وتحقيقه. وهنا يظهر سؤال وتساؤل مهم جدا وهو كيف يمكن للمسلمين في وقتنا المعاصر أن يتفقوا على أسلوب موحد ومشترك يفرضونه على أهل الذمة في حال تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد الإسلامية والتي تخضع لسلطان المسلمين على سبيل الإفتراض؟!! وهنا من أجل الإجابة على هذا السؤال سوف أتطرق إلى موضوع تبقية وإحداث دور العبادة في البلاد المفتوحة صلحا أو بالقتال وكذلك مقدار الجزية التي تُدفع في تلك البلاد المفتوحة سواء صلحا أو بالقتال.


فالإسلام قام بالتفريق في المعاملة بين البلاد المفتوحة صلحا و عنوة أي بالقوة، فالبلاد المفتوحة بالقتال قام الإسلام بإقرار أهل الذمة على معابدهم في تلك البلاد المفتوحة عنوة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم فتح خيبر عنوة وأقرهم على معابدهم فيها ولم يهدمها ولأن الصحابة رضي الله عنهم فتحوا كثيرا من البلاد عنوة فلم يهدموا شيئا من الكنائس التي بها، مع منع الإسلام إحداث أي دور عبادة جديدة في تلك البلاد المفتوحة عنوة. بينما في المقابل، البلاد المفتوحة صلحا سواء من صالحهم المسلمون على أن الأرض لهم مقابل دفع الخراج على أرضهم والجزية على رؤوسهم أو أنفسهم، فإن الإسلام أقرهم على معابدهم فيها ولم يمنعهم من إحداث ما يختارونه من دور العبادة فيها لأن الأرض لهم كما صالح الرسول صلى الله عليه وسلم أهل نجران ولم يشترط عليهم ألا يحدثوا كنيسة ولا ديرا. أو من صالحهم المسلمون على أن الأرض ملك للمسلمين مع دفعهم الخراج على الأرض والجزية على أنفسهم، فإن الإسلام كذلك أقرهم على معابدهم فيها ولم يمنعهم منإحداث ما يختارونه من دور العبادة فيها لأنه إذا كان الإسلام يجيز لهم أخذ الأرض كلها فهو بالتأكيد يجيز لهم أخذ جزء من البلد لهم وهي دور العبادة. أما بالنسبة لمقدار الجزية المدفوعة، فالمالكية و الحنفية ذهبوا إلى أن الجزية المدفوعة هي نوعان:الجزية الصلحية وهي ليس لها حد معين وإنما تتقدر بحسب ما يقع عليه الإتفاق بين الإمام وأهل الذمة، بينما الجزية العنوية حسب الحنفية هي ثمانية وأربعون درهما على الغني وعلى المتوسط أربعة وعشرون وعلى الفقير المعتمل أي العامل اثنا عشر درهما،بينما حسب المالكية الجزية العنوية تقدر بأربعة دنانير على أهل الذهب وأربعين درهما على أهل الفضة. فبناءا على ذلك يظهر بشكل واضح وجلي أن الإسلام أعطى إمتيازات أو حقوق أكثر لأهل البلاد المفتوحة صلحا منها لأهل البلاد المفتوحة عنوة سواء بما يتعلق بإحداث وتبقية دور العبادة أو بما يتعلق بمقدار الجزية المدفوعة وذلك لعدة حكم منها أن من يرضى من أهل الكتاب بأن يصالح المسلمين على دفع الجزية مقابل الحصول على حقوقه في تبقية دور العبادة وإحداثها هم جماعة يقدمون أولوية العبادة والأمان، خاصة القساوسة والرهبان، على أولوية الرياسة والحكم وبالتالي يفضلون موادعة ومسالمة المسلمين على قتالهم وهؤلاء تنطبق عليهم وصف الآية الكريمة لهم ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون ) ومن أجل ذلك فإن الإسلام يخيرهم ويمنحهم فسحة أوسع من الحقوق والإمتيازات بينما الإسلام يعطي حقوق أقل لأهل البلاد المفتوحة عنوة لأنهم إما من الصنف الذي يفضل الرياسة والحكم على حق العبادة والأمن والأمان، أو من الصنف الذي يستكبر عن الإذعان لحكم وسلطان الإسلام لأنهم معجبون في قوتهم وشجاعتهم وهؤلاء تنطبق عليهم وصف الآية الكريمة لهم ( قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ). كذلك من جانب آخر، الإسلام فضل أهل البلاد المفتوحة صلحا على المفتوحة عنوة من أجل أن يرغب ويُحبب أهل الكتاب في الصلح وفي ذلك دليل واضح على أن الإسلام هو يميل ويجنح إلى السلم أكثر منه إلى القتال، قال تعالى ( فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) فالآية الكريمة تشير إلى أن الله عزوجل يأمر عباده المسلمين والمؤمنين بأن يثبتوا في ميادين القتال والمعارك وأن يقاتلوا بشجاعة مقبلين غير مدبرين ومقدامين غير متقهقرين وبالتالي لا يبادروا بدعوة أعدائهم إلى المسالمة والموادعة أثناء المعركة وترك القتال بالدعوة إلى الصلح حتى لا يُفسر ذلك من قبل أعدائهم على أنه ضعف وإستسلام وبالتالي ينتقص ذلك من عزة الإسلام والمسلمين لأن العزة لله عزوجل وللرسول صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ولأن الإسلام يعلو ولا يُعلى، ولكن إذا ما جنحوا الأعداء ومالوا إلى الصلح بقبول عقد الذمة بدفع الجزية فلا مانع من وقف مقاتلتهم لأن قبول الكفار دفع الجزية هو هدف وغاية لوقف القتال، وفي هذا دليل واضح على ميل المسلمون إلى السلم أكثر منه إلى القتال لأنه كما هو معلوم بأن عقد الذمة هو عقد سلم وسلام بين المسلمين والكفار لأن بموجبه يأمن الكافرون من قتال المسلمين لهم كما أن المسلمين يأمنوا من قتال الكافرين لهم، كذلك عقد الهدنة يُعتبر أيضاً عقد سلم وسلام بين المسلمين والكفار لمدة محدودة يكف بموجبه كل طرف عن الآخر لأجل معلوم، قال تعالى (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).



أما الآن و إستنادا إلى كل ما ذُكرأعلاه، بما أن الإسلام منح أفضلية لأهل البلاد المفتوحة صلحا على أهل البلاد المفتوحة عنوة سواء بما يتعلق بمقدار الجزية أو بإحداث وتبقية دور العبادة. فإنه من الطبيعي والمنطقي بأن يمنح بعض أهل الذمة أفضلية بما يتعلق بتطبيق مفهوم الصغار، وذلك كالآتي: أهل الذمة يقسمون إلى صنفين، الصنف الأول: هو الصنف الذي يتصف بالمسالمة والموادعة تجاه المسلمين وبالتالي يُرجى منه الدخول في الإسلام وهذا الصنف الذي ينطبق عليه وصف الآيات الكريمة التالية ( ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون ) وكذلك (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ). ومن أجل ذلك يُفضل ويُحبذ تطبيق أخف وأهون أنواع الصغار ذلا وهوانا من بين المتعارف عليها، كالإكتفاء بأخذ الجزية فقط أو تكون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا كما أشار إلى ذلك الشافعي (رضي الله عنه) وإبن القيم وغيرهم، لهذا الصنف من أهل الذمة من أجل أن يكون ذلك وسيلة لترغيبهم في الدخول في الإسلام خاصة إذا ما علمنا أن دفع الجزية في الأصل المراد منه هو ترغيب أهل الذمة في الدخول في الإسلام من خلال معاشرتهم للمسلمين مما يتيح لهم فرصة للتعرف على رحمة وعدل وأخلاق الإسلام السمحة، أكثر منه هو وسيلة لكسب المال لأن المسلمون قادرون على أن يأخذوا كل أموالهم، مع عدم إنكارأن من ثمار دفع الجزية هو إستفادة بيت المال من الجزية المدفوعة. وحتى لو لم يدخلوا في الإسلام فإن في ذلك التخفيف في مفهوم الصغار وتطبيقه وقع وأثر حسن في نفوس أهل الذمة مما يساعد على إضفاء مشاعر الإنسجام والألفة ولين الجانب بينهم وبين المسلمين وهذا ما يُرحب به الإسلام لأن الإسلام دين يحث على المعروف والبروالإحسان ولا يسعى إلى كسب العداوة والبغضاء والحقد، قال تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلونكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). أما بما يخص الصنف الآخر وهو الصنف الذي لا يُرجى منه الدخول في الإسلام إلا بشكل إستثنائي وكذلك لا يصدر منه سوى الأذى والحقد والبغضاء والعداوة وبالتالي لا مانع من إستخدام أشد أنواع الصغار ذلا وهواناً كدفع الجزية مع الصفع في القفى أو على الوجه جزاءا عادلا على حقدهم وآذاهم الذي أضر بالمسلمين ويشمل هذا الصنف اليهود الملعونين والمشركين الحاقدين والصليبيين الحاقدين لقوله تعالى (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) وكذلك قوله تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَايَسْتَكْبِرُونَ) ، ومع ذلك فلا ضرر من الإكتفاء بأخذ الجزية فقط أو تكون يد المعطي السفلى ويد الآخذ العليا كما مع الصنف الأول ليعلم الكفار كافة بأننا عباد الله الملك العظيم العفو الكريم. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.


م/ن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
حياتي
المدير العام
المدير العام
حياتي


* : المديرة العامة
عدد المساهمات : 20687
نقاط : 37353
تاريخ التسجيل : 05/08/2012
MMS + SMS :  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 465504891
 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 686807771
 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 284844315
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام    تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Emptyالإثنين أغسطس 04, 2014 12:29 pm

يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS :  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 158366682

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 295638709

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 963964934

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 521314494

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام    تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Emptyالإثنين أغسطس 04, 2014 7:13 pm

حياتي

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر 



 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 7150852011318943841
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
روميو
الدعم الفني والأشراف
روميو


عدد المساهمات : 19690
نقاط : 50443
تاريخ التسجيل : 04/08/2011
MMS + SMS :  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 517415829


 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 898203006
الموقع : https://ayamibik-m.forumarabia.com/

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام    تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Emptyالأحد أغسطس 24, 2014 10:30 am

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 0c3041436cf70d
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com
غروووب
المدير العام
المدير العام
غروووب


* : ♥حنيـن اليـاسمين♥
عدد المساهمات : 33700
نقاط : 62324
تاريخ التسجيل : 12/10/2011
MMS + SMS :  تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 158366682

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 295638709

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 963964934

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 521314494

 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام    تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام Emptyالسبت أغسطس 30, 2014 5:27 pm

روميو

كل الشكر لكـ ولهذا المرور العطر 



 تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام 7150852011318943841
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ayamibik-m.forumarabia.com/
 
تكريم الإنسان وصغار الجزية في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» منهج الإسلام في المال
» الإسلام يدعو إلى التقدم
» الإسلام منهج حياة
» الإسلام دين متكامل
» الابتسامة في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أيـــــامي بيك  :: مـنـتـديات أيامي بيك الأســــلامية :: المنتدى الأسلامي العاام-
انتقل الى: