حملت الأمسية الشعرية الأخيرة للأمير سعود بن عبدالله، التي احتضنتها العاصمة أبعاداً جمالية قبل وبعد الأمسية، لا يمكن المرور عليها من دون التوقف عندها أو الإشارة إليها كون الامير سعود يعتبر اليوم أحد رموز المفردة المغناة في المنطقة وقدم نفسه ضلعاً ثابتاً في الاغنية السعودية منذ أول تعاون جمعه بالراحل طلال مداح قبل 300 عاماً في أغنية "رسالة حب"، ولم يكن بحاجة إلى وقت كبير حتى يعرفه الجمهور، لأنه ولد كبيراً من خلال اوبريت "مولد أمة" (أول أوبريت في الجنادرية) الذي صاغ وأسس مفهوماً جديداً للأغنية الوطنية بصحبة اللوحات الاستعراضية والفرق الشعبية، وما زالت الاحتفالات الوطنية إلى اليوم تستلهم ذات الرؤية والفكرة.
#سعود_بن_عبدالله كان في أكثر من ظهور إعلامي مواكباً للأمسية الكبيرة وفياً في ثنائه على ملحن الأوبريت الراحل محمد شفيق، وقال في إطلالة مع الزميل يحيى الأمير: "أشكر الملحن محمد شفيق، الذي أعطاني الثقة لأن أكتب الأوبريت، للوفاء يجب أن أقول إن محمد شفيق هو صاحب فكرة الأوبريت، وهو الذي جعل الجنادرية يعطون الثقة لشاعر لا يزال مبتدئاً"، ثم أشاد بلحنه العظيم في "مولد أمة"، وأضاف في مقام آخر: "محمد شفيق له دور كبير كتابة هذا الأوبريت، حيث لديه إلمام بالإيقاعات الموسيقية ووجهني من خلال النص وحرضني على الكتابة".
وفاء الأمير سعود بن عبدالله اليوم تجاه عضيد البدايات الفنية، وأحد أهم الملحنين في تاريخ الأغنية السعودية يعتبر اليوم شهادة إنصاف للتاريخ تجاه شفيق الذي رحل عن الدنيا في 9 أغسطس/ آب 2011، وهذه اللفتة الكبيرة تحمل في سياقها دلالات مختلفة، أهمها أن الرموز لا يتساقطون من ذاكرة التاريخ، وأن "الوفاء والنبل يبقى حياً ضوؤه لا ينطفئ في النفوس العظيمة"، كما تقول الحكمة.