ابتكر باحثون من جامعة "إم آي تي" نموذجاً، هو الأول من نوعه، يمكنه تقليد الأداء البشري في حاسة السمع مثل تحديد نوع الموسيقى، وذلك باستخدامهم نظام تعلم آلي يسمى "الشبكة العصبية العميقة".
يتكوّن النموذج من طبقات عديدة من وحدات معالجة المعلومات التي يمكن تدريبها على كميات هائلة من البيانات لأداء مهام محددة تحاكي أداء الدماغ البشري للمهام نفسها.
ويحاكي هذا النموذج تكوين القشرة السمعية البشرية في الدماغ بشكل تنظيم هرمي، حيث تمر المعلومات الحسية بمراحل متعاقبة من المعالجة تبدأ بمعالجة المعلومات الأساسية أولاً. أما المعلومات الأكثر تطوراً مثل معاني الكلمات، فإنها تعالج لاحقاً. يقول جوش ماكديرموت، كبير الباحثين في هذه الجامعة: "تاريخياً، لم يكن لدينا فهم لهذا النوع من المعالجة الحسية، لأنه لم يكن بحوزتنا أساس نظري وطريقة جيدة لتطوير نموذج لعمل الدماغ". وكذلك لم تكن أجهزة الكمبيوتر قوية لبناء نماذج كبيرة بما يكفي لأداء مهام في العالم الحقيقي مثل التعرف على الأشياء أو التعرف على الكلام.
أما اليوم، فقد اختلف الوضع من الناحيتين، خاصة في ما يتعلق بالتقدم في قوة الحوسبة وتكنولوجيا الخلايا العصبية الذي تحقق خلال السنوات الخمس الماضية. فقد قام الباحثون بتدريب شبكتهم العصبية الاصطناعية على القيام بمهمتين، واحدة تتضّمن كلاماً والأخرى موسيقى.
بالنسبة لمهمة الكلام، أعطى الباحثون النموذج آلاف التسجيلات لشخص يتحدث، كل واحد منه مدته ثانيتان. وكانت المهمة تحديد الكلمة في منتصف المقطع. كما طُلب من النموذج تحديد نوع من مقطع موسيقي يستغرق ثانيتين. وكل مقطع يتضمّن أيضاً ضجيجاً في الخلفية لجعل المهمة أكثر واقعية وأصعب. وبعد عدة آلاف من الأمثلة، تعلم النموذج أداء المهمة بدقة المستمع البشري نفسها. ويخطط الباحثون الآن لتطوير نماذج يمكنها القيام بمهام سمعية أخرى، مثل تحديد الموقع الذي جاء منه صوت معين. لكن عليهم أولاً استكشاف ما إذا كانت الطريقة المتبعة صالحة لمسار كهذا في هذا النموذج.